مدفع الإفطار والمسحّر حاضران في الذاكرة غائبان في الواقع

الوحدة: 14- 4- 2022

 

صوتان ارتبطا بذكريات شهر رمضان لم نعد نسمعهما: مدفع الإفطار وصوت المسحر.

في حي الطابيات الغربي علمنا أن صوت المسحر ما زال يؤنس ليالي رمضان، حيث يأتي صوته قوياً مدوياً في هدوء ليالي رمضان ليوقظ النائمين على السحور ولو أنه حسب قوله لم يعد هناك حاجة له ولا لصوته لأن الجميع يسهرون جلسات عائلية أو لمتابعة المسلسلات أو العبادة، ومن يغلبه النعاس يستعين بالمنبه أو الجوال أو الساهرين لإيقاظه.

ويضيف أبو أسعد مسحّر حي الطابيات الغربي: توارثت هذه المهنة عن أبي وجدي وهي هواية أكثر منها مهنة، وتحتاج إلى جسم قوي للتجول بين الأحياء والبيوت ليلاً، ولكنني هذه الأيام أكتفي بالحي الذي أقيم فيه لأني أعتبر نفسي مسحراتي متقاعد، والغاية إحياء هذه العادة المرتبطة بشهر الصيام وتعريف أبناء الجيل الجديد على شخصية المسحراتي.

وكم يسعدني عندما ينظرون إلي من شرفات منازلهم ويلقون التحية وهم سعداء بسماع عبارات المسحر.

وعندما رددأبو أسعد بعضاً منها تبين أنه يحظى بصوت رخيم جميل لأن ما يردده أقرب إلى النشيد “يا نايم وحد الدايم يا نايم وحد الله.. قوموا على سحوركم إجى رمضان يزوركم “.

وتستمر جولة المسحراتي بين ساعة إلى ساعة ونصف حسب مساحة الحي أو عدد الأحياء التي يتجول بها.

يذكر أن أجر المسحّراتي يعطى أثناء جولة له على الناس في اليوم الأول من العيد، أو في آخر سحور من الشهر.

والنقود ليست وحدها الجزاء المتوقع، فأحياناً يبادر الناس بإعطائه الحلوى.

وكان المسحّر قديماً يحمل دلواً وسلة قش، السلة للطعام الجاف والدلو للسائل.

هلال لالا

تصفح المزيد..
آخر الأخبار