بين السلبيات والإيجابيات.. ما أهمية الدروس الخصوصية لأطفالنا؟

الوحدة 9-4-2022
يبقى هاجس التوتر والقلق مرافقاً للأهل لتأمين مستقبل أطفالهم منذ دخولهم سن المدرسة وحتى وصولهم لمراحل دراسية عليا، ويبالغ البعض منهم بالاهتمام بهذا الأمر في المرحلة الأقل عمراً بإصرارهم على تسجيلهم في رياض أطفال نموذجية تعتمد في مناهجها على الكثير من حشو المعلومات وتلقين المهارات، وتستمر المتابعة بعد ذلك في إبداء هذا الحرص الزائد على مستقبل أطفالهم من خلال اعتماد الدروس الخصوصية كنوع من أنواع التهرب من واجباتهم كأهل وإلقاء المسؤولية على كادر متخصص يخلصهم من هذه المهمة حتى ولو كلفهم ذلك الكثير من المصروف والتعب والراحة المنزلية بعد يوم عمل شاق . فمن الملاحظ حالياً هو اعتماد هذه الدروس من قبل الأهل في مرحلة مبكرة جداً بحجة تأسيس أطفالهم للمراحل الأعلى التي من شأنها تحديد مستقبلهم وتخصصاتهم العلمية.  ويبقى السؤال الذي يدور في أذهان الأهل : هل يحتاج أطفالنا في المرحلة الابتدائية دروساً خصوصية؟ ، لاسيما عند من يعملون لتأمين متطلبات حياتهم ولا يجدون الوقت الكافي لتدريس أطفالهم، فيفكّرون بالحصول على مساعدة مدرّسٍ خاص، لتعويض غيابهم من جهة، وضمان حصول أطفالهم على قدر جيد من التعليم من جهة ثانية. لكن – على أرض الواقع –  متى يحتاج طالب المرحلة الابتدائية إلى الدروس الخصوصية ؟ ” الوحدة ” قامت باستطلاعٍ حول هذه الظاهرة ، فكانت الآراء الآتية :
أكدت الموجهة التربوية داليا الجهني أن هناك العديد من المؤشرات لحاجة الأبناء للدروس الخصوصية التي على الأهل الانتباه لها، وعلى أساسها يتم اتخاذ قرار إعطاء أطفالهم الدروس الخصوصية ومنها صعوبات التعلم والتقصير الدراسي في مادة أو أكثر من مواد منهاجهم بالإضافة إلى عدم التركيز عند البعض منهم  إذ يغلب على الأطفال طابع اللعب في مراحلهم العمرية الأولى، وفي حال انتقل الطفل إلى المدرسة فإنه سيعاني بشكل أكبر في موضوع التركيز والتفاعل داخل الصف ، وعندها قد يكون هناك ما يبرر اللجوء للدروس الخصوصية . 
فيما أوضح المهندس  سالم بدر بأن الدروس الخصوصية، تتسبب بالكثير من السلبيات قياساً بالإيجابيات. وهذا يعتمد أولاً وأخيراً على طريقة تعاطي الأهل مع أطفالهم، وبالإمكان تجنّب تلك التأثيرات السلبية بقليل من الانضباط ومتابعة الدروس معهم ، ليشعروا بأننا نتابعهم ونهتم بهم ، وحسب رأيه فإن أبرز سلبياتها تكمن في تعويد الطالب على الاتكالية  في حصوله على المعلومة  بالإضافة إلى التكاليف المرتفعة لهذه الدروس والأهم من ذلك هو الوقت الدراسي الطويل الذي يقضيه أطفالنا في الدراسة في المدرسة وخارجها ، فطفل المرحلة الابتدائية يجب ألّا يدرس لفتراتٍ طويلة ، لذا يجب تعويضه قليلاً بمشاركته في بعض الأنشطة الترفيهية كالنزهات، واختصار زمن الدروس الخصوصية ما أمكن.
ورأت المدرسة لينا اسطفان بأن للدروس الخصوصية إيجابيات كثيرة، خصوصاً لدى الأسر التي يعمل فيها الأهل لوقتٍ طويل، كذلك في الأسر التي لا يتمكن فيها الأبوان من تدريس أطفالهم كون مهنة التدريس تحتاج للصبر والمتابعة ، ومن أهم إيجابياتها : زيادة القدرة على الاستيعاب و زيادة ثقة الطفل بمعلوماته وبنفسه حتى أنه قد يصل لمرحلة عدم الحاجة لهذه الدروس مستقبلاً ، إذ أنه بخلاف ما يعتقد الكثيرون بأنّ الدروس الخصوصية تسبب اعتماداً كليّاً عليها من قبل الطالب مستقبلاً، فإنّ حصوله عليها في مرحلة التّأسيس يعني وضعه على الطريق الصحيح، وتعويده الدراسة لساعات طويلة، مما قد يغنيه مستقبلاً عن الدروس الخصوصية، وكل هذا مرهون أولاً وأخيراً بمتابعة الأهل لأطفالهم.
فدوى مقوص
تصفح المزيد..
آخر الأخبار