غياب الهوية في المكتشفات الأثرية

الوحدة: 7- 4- 2022

 

احتفالاً بأعياد نيسان المجيدة ، و برعاية د. “ميرنا دلالة” أمين فرع جامعة تشرين لحزب البعث العربي الإشتراكي،أقامت قيادة الشعبة الحزبية الأولى- الفرقة الحزبية الثامنة- محاضرة بعنوان: ” غياب الهوية في المكتشفات الأثرية” ألقاها د .نزار عبد الرحمن /رئيس قسم هندسة الميكاترونيك/، و ذلك في قاعة سيمنار الهندسة المدنية .

في مادتنا الآتية نسلط الضوء على أهم ما جاء فيها من أفكار و معلومات..

بداية عرّف د. نزار عبد الرحمن علم التاريخ بأنه : العلم الموسوعي الشامل الذي يحتضن نشاط الشعب أو الأمة ، المادي والروحي ، ويحمل سماتها وملامحها ، وبه، ومن خلاله تتجسد القسمات القومية ، السياسية، والحضارية ،لأفراد الأمة جيلاً بعد جيل ، وأي تزوير عفوي أو مقصود لتاريخ أي شعب، إنما هو في النتيجة ،تشويه لشكل وجوده القومي ولشخصية كل فرد من أبنائه .

التاريخ القومي = الأمن القومي الأمم المتقدمة تكتب تاريخها بأيدي أبنائها ، أما حوامل علم التاريخ فهي:

1- الحامل السكاني
2- الحامل اللغوي
3- الحامل الزمني
4- الحامل المكاني
5- الحامل الأثري
اللغة، من أهم العوامل في تحديد الهوية القومية للسكان وإبداعاتهم ،و بيّن المحاضر أن التشويه الأول في قراءة التاريخ ناتج عن التقسيمات والمصطلحات الخاطئة. عند زيارة متاحفنا نجد مثلاً :
العصر الحجري- عصر الحديد – العصر النحاسي – عصر البرونز – العهد الحثي- الآثار اليونانية أو الهلنستية – الآثار الرومانية – الآثار البيزنطية – الآثار الصليبية – الآثار الاسلامية ….المهم هو ألا يكون ذكر للشعب السوري أو العربي صاحب ومبدع هذه الحضارة . التشويه الثاني ناتج عن تأثير وتمويل المؤسسات اللاهوتية اليهودية ، فقد تم تأسيس مؤسسات بحثية استشراقية مهمتها تسفيه العرب وتاريخهم وإبراز اليهود. وتحول فجأة تاريخ الحضارة الانسانية إلى تاريخ دولة عبرية مزعومة في فلسطين وامبراطوريات هندو أوروبية في شمال سورية وجعلت الدولة العبرية المزعومة أهم دولة بين الفرات والنيل، وتم تغييب اسم سورية و العرب من التاريخ بشكل مقصود.

في هذه المرحلة تم تعميم مصطلحات تاريخية مثل : السامية – اللغات السامية – الشعوب السامية – الشعب العبري- اللغة العبرية – أرض الميعاد – مملكة داوود وسليمان- شعب الله المختار.

يقول بيير روسي:«إن هوسنا المحب للخصام هو الذي فرق الشعب الواحد إلى كنعانيين و فينيقيين وبابليين وآشوريين وذلك لوضع العبرانيين في صدر دراما الزمان». و أكد عبد الرحمن: «إن العرب وافقوا على التعريف بأنفسهم من قبل مراقبين أجانب ، لقد صدّقوا بسهولة وعن طواعية الأحكام الجسورة المشهورة لمستشرقينا، أما المرحلة الثالثة من التشويه قام به الدارسون والمؤرخون العرب، ومؤسسات التعليم والثقافة والإعلام وكان أغلبهم مجرد نقلة لما تعلموه في الغرب، البعثات الأثرية تنقب وتقرأ الرقم والمخطوطات وترسل لنا النتائج ونحن علينا التعميم.
« يجب أن نقرأ آثارنا ونكتب تاريخنا بأيدينا». تحول تاريخنا إلى تاريخ ممالك وتلال : تل مرديخ وحضارة ولغة إيبلا – حضارة أوغاريت وشعب ولغة أوغاريت – حضارة عمريت – مملكة أرواد – مملكة سيانو – وصار كل تل جديد يكتشف مشروعاً لحضارة جديدة ولغة جديدة وشعب جديد .وصار يحق لكل غاز محتل الادعاء بملكية هذا التاريخ، و أشار د.نزار إلى أن التسليم بتقسيم الشعوب إلى آريين وساميين من قبل اللغويين الألمان هو مفتاح تاريخنا ، فتعبير( سامي وآري) لا يدلا شيئاً على الإطلاق ، أجل نحن أبناء آسيا وأبناء العروبة النيلية الرافدية،إن حضارة اليونان لم تكن سوى شرفة ملحقة بالحضارة العربية.

و ختم د. “نزار” محاضرته قائلاً :جاء في موسوعة بهجة المعرفة «مسيرة الحضارة – دار ميتشيل بيزلي الرائدة في اصدار الموسوعات»:
«حظيت المدن السورية في القرنين الأول والثاني ميلادي بجمال لم تشهدها مدينة من قبل، وزيّنت بأرقى أنواع الفسيفساء التي كانت صناعة سورية بامتياز، وكانت كل هذه الأبنية والمدن من بناء السكان المحليين الذين ذهب قسم منهم ليبني روما نفسها ومنهم أبولودور الدمشقي وورشته المعمارية.

رفيدة يونس أحمد

تصفح المزيد..
آخر الأخبار