اليوم العالمي لكتاب الطفل… مناسبة لتعويد أطفالنا على حب الكتاب وأهمية اقتنائه

الوحدة 3-4-2022

يقولون ” القراءة بوابة لفهم العالم من حولنا ” ولطالما كان الكتاب عبر تاريخ تطوره نافذة تسمح لمتصفحه أن يطلع على تجارب وثقافات وحضارات تعاقبت على مر العصور والأزمنة مما جعله يثبت حضوره بجدارة كوسيلة فعالة في اكتساب الخبرات والمهارات والمعرفة بمختلف صنوفها ودرجاتها .

وانطلاقاً من هذه الأهمية للكتاب بشكل عام ولكتاب الطفل بشكل خاص كان الاحتفال باليوم العالمي لكتاب الطفل – في الثاني من نيسان من كل عام – مناسبة للفت الانتباه إلى أهمية كتب الأطفال ودورها في رفد العملية التعليمية والتربوية في التنشئة السليمة لأطفالنا ، وقد جاء اختيار هذا اليوم، ليوافق ميلاد الأديب الدانماركي – هانس كريستيان أندرسن الذي يُعد واحداً من الكتاب البارزين في مجال الأدب الطفولي ( من مؤلفاته : بائعة الكبريت ، جندي الصفيح ، ملكة الثلج ، الحورية الصغيرة ، عقلة الإصبع و البط القبيح .. ) وهو من الكتاب الذين منحوا الأطفال السعادة بمجموعة كتبه التي قدمها لهم بشكل سلس جميل جعل القراءة قريبة إلى نفوسهم، ولم تكن هذه الكتب للتسلية والترفيه فقط، ولكن كانت تتضمن القيم والمعرفة أيضاً.  

وبعيداً عن الاحتفالات بهذا اليوم ، يطالعنا الواقع بغياب شبه تام لهذا الدور في عملية تنشئة أطفالنا تربوياً وتعليمياً

– والأسباب متعددة ومتفرعة ابتداء من الأهل والمدرسة والمؤسسات الثقافية…

– فكتاب الطفل يشهد حالياً تراجعاً في إنتاج المادة المقروءة والتفاعل معها وانخفاضاً في نسبة الأطفال من القراء . وكثيراً ما نسمع أن العولمة والانفتاح الالكتروني الهائل قضى على الاهتمام بالقراءة والاطلاع من خلال الكتاب !؟ البعض يلقي باللوم على الكاتب الذي همّش الإنتاج الأدبي للأطفال والبعض الآخر يلقي بها على الأهل ويحمّلهم مسؤولية انعدام الرقابة والتوجيه وتطوير اهتمامات أطفالهم ..

صحيح أن معظمهم لا يحبون المطالعة ولكن يجب عليهم تعويد أطفالهم على حب الكتاب وأهمية اقتنائه . ولم تسلم المكتبات المدرسية ودور المعلّم من اتهام التقصير ، فالزاد المعرفي للمعلّم واطلاعه يفتح باباً مع الطلبة لتعميق قيمة المعلومة فيهم وإثراء لغتهم وتحفيّزهم للبحث عن المصدر وغالباً ما يكون الكتاب هو المقصود ….

ولا يتوقف الأمر عند توفير مكتبة مدرسية – حسب رأبهم – بل يجب توفير مكتبة عامة في كل حي والأفضل أن يكون مركزاً ثقافياً يضم مكتبة ومسرحاً وقاعة سينما توفر مواد وبرامج ثقافية متكاملة للطفل ..

 بقي للقول : أنه في يوم الكتاب العالمي للطفل .. يجب مراجعة سلوكنا تجاه الكتاب ومدى انعكاس هذا السلوك على أطفالنا ، وعل سبيل المثال لا الحصر ، الحرص على الاشتراك في مطبوعة شهرية أو أسبوعية مثلاً.. أو اصطحاب أطفالنا للمكتبات والقيام بدور الصديق القارئء والموجّه واختيار ما يناسبهم من الكتب .. لكن الملاحظ في حياتنا هو الابتعاد عن هذه السلوكيات عند معظمنا ..

لذلك يمكننا القول أن الاحتفال بهذا اليوم الهام والحيوي بالنسبة لأطفالنا ، سيبقى مجرّد خبر تتناقله وسائل الإعلام على الرغم من حاجتنا إلى إدراك أهمية أن ينشأ طفلنا وبين يديه كتاب فنحتفل به وبالكتاب سوية خاصة إن أدركنا أن الكتاب خير جليس لطفل لم يزل عجينة طرية قابلة للتشكيل وفق اليد التي تطوعها وتمدها بكل صنوف العلم والمعرفة .

فدوى مقوص

تصفح المزيد..
آخر الأخبار