بعيداً عن آثارها السلبية على أطفالنا .. كيف نستثمر مواقع التواصل الاجتماعي بالشكل الأمثل ؟

الوحدة: 31- 3- 2022

 

في قرية كونية مفتوحة الفضاءات التكنولوجية ومكتظة بالخيارات التقنية الحديثة التي اختصرت المسافات والجهود والأزمنة ، لايمكننا التغاضي عن أن مواقع التواصل الاجتماعي باتت الوسيلة الأكثر استخداماً للاطلاع على العالم من حولنا وللتواصل مع الآخرين ، ولكن ما هو العمر المُناسب الذي يُمكن أن نسمح لأطفالنا فيه باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي بعد أن أصبح الكثير من الأهل يعتبرونها أمراً عادياً لا يجب منع الأطفال من استخدامه.

في هذا المقال سوف نتعرف على إجابة هذا التساؤل من خلال الدراسة التي قدمتها الباحثة علا البابلي وأكدت فيها أن العديد من الدراسات الحديثة تناولت قضية استعمال الأطفال لمواقع التواصل الاجتماعي ومدى تأثيرها عليهم وأثبتت في نتائجها أن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي للأطفال يجب أن يكون بحذر وتحت مراقبة الأهل وألا يقل عمر المستخدم عن 13 عاماً ، حيث يظهر على مواقع التواصل الاجتماعي العديد من الإعلانات والمحتويات غير الملائمة للأطفال، وذلك حتى يستوعب الطفل أو المراهق في هذه الفترة كيفية التعامل مع هذه المحتويات التي يُمكن أن تقابله على مواقع التواصل الاجتماعي.

وركزت الباحثة على أهمية فترة ما قبل استخدام وسائل التواصل الاجتماعي من قبل أطفالنا إذ يوصي العديد من التربويين بمرحلة تأهيلية يجب أن يقوم بها الأهل قبل السماح لأطفالهم باستخدامها، حيث يجب النقاش معهم عن كيفية استخدام مواقعها المختلفة و طريقة عرض المعلومات فيها والتوعية حول كيفية إخفاء المحتويات والإعلانات السيئة التي يُمكن أن تظهر أمامهم أثناء الاستخدام. وهذه الأمور التأهيلية لها دور كبير في تعريف الأطفال بطريقة استخدام مواقع التواصل الاجتماعي بشكل آمن وسليم.

وانتقلت الباحثة فيما بعد إلى تعداد أضرار مواقع التواصل الاجتماعي على الأطفال والمراهقين على المستوى الصحي والبدني وأهمها: فقدان القدرة على التركيز مع الاستخدام الدائم والمتكرر، والاعتماد على هذه المواقع بشكل كلي في التعامل مع الآخرين مما يبعدهم عن اللقاءات الاجتماعية التفاعلية، واتباع أنظمة غذائية غير صحية لسرعة العودة لهذه المواقع، وكذلك سهولة وقوعهم فريسة للاحتيال والابتزاز نتيجة عدم وعيهم الكافي بالتعامل مع الآخرين.

كما أن الإفراط في الاستخدام قد يوصل لحالة من الإدمان على وسائل التواصل مما يؤدي إلى التأثير على المستوى الدراسي إذا لم يكن هناك حدود لاستعمالها.. كما عددت الباحثة الفوائد التي تُحققها وسائل التواصل الاجتماعي للأطفال منها قدرتهم على التواصل مع الآخرين من مختلف الثقافات والبيئات وبالتالي التعرف على أفكار جديدة ومفيدة لهم في حياتهم. كما يُمكن الاستفادة منها في تنمية المواهب وفي العملية التعليمية من خلال التواصل مع خبراء في مختلف المجالات والحصول على محاضرات أون لاين.

وفي ختام دراستها قدمت الباحثة نصائح حول كيفية ضبط عملية الاستخدام للحصول على الفوائد بأقل درجة ممكنة من الأضرار ، ويتحقق ذلك بأن يكون للأهل دور رقابي مهم لحماية أبنائهم من مخاطر مواقع التواصل الاجتماعي وذلك بالاتفاق معهم حول آلية الاستخدام والوقت المسموح به خاصة أيام الدراسة حتى لا يكون هناك حالة من الإفراط في الاستخدام تؤدي لمشكلات نفسية وصحية.

وخلصت الباحثة إلى القول بأنه من الأمور الغاية في الأهمية أن يكون هناك رقابة من الأهل على طريقة استخدام مواقع التواصل الاجتماعي ومحتوياتها مما يجعلهم على دراية بطريقة توجيههم على أن تكون الرقابة مدروسة بعناية حتى لا يشعر الأبناء أن كل خطواتهم مراقبة ومقيدة.

فدوى مقوص

 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار