العلوم الإنسانية في المناهج التربوية السورية بين الواقع والطموح

الوحدة: 31- 3- 2022

 

لفت السيد وسيم صبيح – ماجستير فلسفة وطالب دكتوراه في محاضرته الثقافية بعنوان : (العلوم الإنسانية بين الواقع والطموح ) التي ألقاها بمقر الجمعيّة العلميّة التّاريخيّة السورية في جبلة، إلى دور العلوم الإنسانية في نشر قيّم التسامح و احترام الاختلاف والتنوع الاجتماعي و الثقافي وقبول الآخر وتعلم مهارات الحوار بعيداً عن فرض الرأي و العنف والتعصب الديني والفكري ، مشيراً إلى خطورة إهمال هذه العلوم الإنسانية لأنه يشكل إهمالاً للإنسان نفسه.

فالدول التي لاتنهض فيها العلوم الإنسانية لابد أن تنجر وراء اتجاهات دينية تعصبية و أن تعاني من حروب أهلية. و من الملاحظ عمومآ وفق ما ذكر المحاضر أنه في ظل الأزمة الاقتصادية التي يعيشها العالم العربي و سورية على الأخص ينصرف الأفراد عن الاختصاصات الإنسانية الفلسفة والاجتماع والتاريخ والآداب وغيرها بنسبة تزيد عن ٥٠٪، بينما يزداد التوجه نحو الاختصاصات التي تؤمّن فرص عمل جيدة و تحسّن من دخل الفرد و ظروفه الاقتصادية.

ورأى المحاضر أن العلوم الإنسانية في مدارسنا مجرد نظريات علوم تلقينية بعيدة عن الواقع تركز على حصر ذهن الطالب بالعلامات والحفظ بشكلٍ لا تفيد في الحياة العملية، منوهاً بمحاولات خجولة لتطوير تدريس تلك العلوم لكن رغم ذلك بقيت في دائرة النظريات، إزاء ذلك لابد من إعادة طرح العلوم الإنسانية بطريقة مختلفة من خلال إعادة النظر ببناء المناهج التربوية للعلوم الإنسانية و اتباع أساليب بعيدة عن التلقين بشكل تطبيقي وتصويري تنمّي الوعي و تبني الفكر النقدي والتحليلي والمنطقي.

و ذكر المحاضر أن العلوم الإنسانية كعلم النفس و التاريخ والآداب تعنى بدراسة وتحليل ووصف تجربة الإنسان و توثيقها ولها تصنيفات مختلفة تبعاً للثقافات، فعندما تاخذ العلوم الإنسانية دورها الفاعل فإن النتائج تفضي إلى بناء إنسان واعٍ مثقف قادر على اكتشاف ميوله و إمكاناته و توظيف قدراته جيداً بحيث لا يمكن انجراره وراء الاتجاهات الدينية التعصبية والثقافة العدائية أو حتى الانجرار إلى الاستخدام السلبي للتكنولوجيا و تيارات العولمة الثقافية، لأن العلوم الإنسانية هي فن صناعة الإنسان غايتها الحفاظ على هوية المجتمع والتمسك بالانتماء والولاء للوطن.

يُذكر أن الزميل الصحفي خالد عثمان قدم المحاضر وعرّف عن محاور محاضرته التي دارت حول الآتي : – دور العلوم الإنسانية في بناء وعي الإنسان. – واقع العلوم الإنسانية. – إطلالة على ٱلية تقديم العلوم الإنسانية. – ضرورة إعادة النظر في ٱلية عرض العلوم الإنسانية.

ازدهار علي

تصفح المزيد..
آخر الأخبار