السحر والحسد …هل يسببان المرض النفسي؟

الوحدة 26-3-2022
يؤمن بعض الناس بصورة مبالغ فيها بتأثير العين والسحر  ، ولا مانع في ذلك فكلنا نؤمن بوجود هذه الأشياء، لكن هؤلاء يبالغون في الإنشغال بهذه الأمور ، ودائماً ما يساورهم القلق لإحساسهم بأنهم مستهدفون بالحسد وعرضة لأعمال السحر من جانب أعدائهم ، ويستغرقهم تماماً ذلك الشعور بأنهم تحت تأثير تلك الأشياء الغامضة التي لاقوة لهم بدفع خطرها ، فهي قوى مؤثرة تتسلط عليهم وتصيبهم بالضرر. ويرى الكثير من الأخصائيين بالعلاج النفسي  أن معظم المرضى يعزون السبب في قلقهم واضطراباتهم إلى الحسد وتأثير العين ويعانون آلاماً فتاكة جسدية ونفسية ومن بين الأعراض الشائعة الأخرى التي عادة ما تعزى إلى الحسد ( الإرهاق والصداع ) واضطرابات النوم وقلة الشهية والضعف ، ومن الملاحظ أن الذين يكونون هدفاً للحسد هم الأثرياء أو من يتمتعون بالجمال والوسامة .لكن العين قد تصيب أي شخص خصوصاً أولئك الذين لديهم قابلية للإيحاء فتتسلط عليهم فكرة الحسد بمجرد أن يساورهم الشك في أن أحد الأشخاص ذكر تعليقاً أو تمتم بكلمة إعجاب أو شيئاً من هذا القبيل.
أما تأثير السحر فإنه يلقى الكثير من الاهتمام لدى المرضى النفسيين بصفة خاصة ولدى قطاعات كبيرة من الناس ولعل كل من يعمل في مجال الطب النفسي يلاحظ أن المريض لا يذهب إلى الأطباء إلا في توقيت متأخر في كثير من الحالات بعد أن يكون قد أمضى الكثير من الوقت والمجهود لدى الأطباء الشعبيين وغيرهم من الدجالين والمشعوذين ، لكن الغريب حقاً أن كثيراً من المرضى بالقلق ، يشعرون بتحسن بعد زيارة هؤلاء الناس الذين يوهمونهم بأنهم قد تعاملوا مع السحر الذي يسبب متاعبهم وقاموا بإبطال مفعوله وليس هناك تفسير للتحسن الذي يحدث بالفعل في بعض الحالات نتيجة للعلاج الوهمي لدى الدجالين والمشعوذين إلا تأثير الإيحاء بما يفوق أثر الناس وقابلياتهم للاستجابة لهذا الإيحاء بما يفوق أثر العلاج النفسي في بعض الأحيان. 
لقد أخبرتني إحدى السيدات أنها ذهبت إلى عدد من الأطباء لعلاج ابنتها المراهقة من حالة اضطراب نفسي ، وأمضت في ذلك وقتاً طويلاً من دون نتيجة.  وجاء الشفاء على يد الشيخ فلان الذي أخرج منها السحر الذي تسبب في هذه الحالة ومن يومها وهي في حالة جيدة. 
لكن يجب ألا نندفع إلى التفكير كثيراً في أمر الحسد والسحر وقد يكون مجرد الانشغال بهذه الأمور مصدر قلق وعلينا أن نؤمن بهذه الأشياء في حدودها من دون أن نسمح للوهم بأن يتملكنا.
لمي معروف
تصفح المزيد..
آخر الأخبار