الوحدة:17-1-2022
لما استحوذت الظروف والمؤثرات الاجتماعية المعيشية القاسية حياتنا اليومية كاملة، كان لابد من حدوث منعكسات نفسية ومرضية لدى أغلب الأشخاص، والتي أهمها مرض توتر الضغط الشرياني، هذا المرض الذي أصبح يترصد الأشخاص ببطء وبدقة لاقتناص فرصة التخلص من أحدهم في أي لحظة.
حول هذا الموضوع الطبي الذي حسب اعتقادنا يهم شريحة واسعة من مرضى الضغط الشرياني كان لا بد لنا من تناوله مع الأطباء ذوي الاختصاص وبشكل مفصل.
الدكتور حسام عدنان بله رئيس شعبة الأمراض القلبية والأوعية الدموية في مشفى تشرين الجامعي، وأستاذ أمراض القلب لدى جامعة تشرين في محافظة اللاذقية أوضح قائلاً: يقصد بمرض الضغط الشرياني ارتفاع أو فرط التوتر الشرياني، وهو مرض شائع كما يزداد انتشاره مع التقدم بالعمر ويشخص عن طريق قياسه بمقياس الضغط سواء الهوائي أو الالكتروني أو الزئبقي، وعندما يكون مرتفعاً يعطي قيماً أعلى من القيمة الطبيعية والتي هي ١٣٠ ميلمتر بالنسبة للضغط الانقباضي و٩٠ ميلمتر بالنسبة للضغط الانبساطي، ويرتبط ارتفاع الضغط بحدوث أمراض قلبية ووعائية كما يقال عنه القاتل الصامت.
أهمية قياس الضغط بشكل دوري:
في هذا الخصوص قال د. حسام بله : قد لا يشعر المريض بأي نوع من الأعراض مما يؤكد ضرورة قياس الضغط بشكل روتيني ودوري لدى كل زيارة طبيب أو ضمن النقاط الطبية العامة والصيدليات، منوهاً لأهم الأعراض الواضحة في بعض حالات التوتر الشرياني منها الصداع وضيق التنفس مضيفاً:قد لا يتم اكتشاف الإصابة بمرض الضغط إلا بعد حدوث مشاكل صحية خطيرة منها السكتة الدماغية أو اضطرابات في الرؤية بسبب إصابة الشبكية أو الإصابة الكلوية وغيرها.
داء السكري والضغط الشرياني:
أشار د.حسام بلة إلى أنه قد يترافق لدى كثير من مرضى الضغط الشرياني وجود داء السكري مع ارتفاع شحوم الدم رغم عدم وجود علاقة سببية مباشرة بينهما، ولكن يزداد التأثير السلبي عند المريض، كما تتسارع الاختلاطات لدى حدوث هذه المتلازمة الاستقلابية وخاصة مع وجود البدانة.
مرضى الضغط الشرياني والإجراءات العلاجية:
كشف د.حسام بلة أن الخطوة الأولى من العلاج لمرضى الضغط هو تشخيص المرض و اتباع الحمية المخففة للوزن، والابتعاد عن المأكولات المالحة وتحت إشراف الطبيب المختص مع ممارسة الرياضة، إضافة لتناول العلاج الدوائي المناسب لكل حالة، كما حذر الدكتور بلة مرضى الضغط من اتباع إجراءات أولية إسعافية في حال ارتفاع الضغط لديهم بدون استشارة الأطباء لأنه قد يزيد الأمر سوءاً والأفضل عرض المريض مباشرة على أقرب طبيب أو مركز رعاية طبية، مشيراً إلى النتائج السلبية للطرق العشوائية التي يقوم بها بعض المرضى من خلال تناول مضادات الرشح والاحتقان والمسكنات وغيرها من الأدوية، والتي قد تتعارض مع أدوية الضغط مسببة الأذى لديهم.
الضغط الشرياني وكوفيد 19:
أوضح د.حسام بله حسب الدراسات الأخيرة أن مرضى ارتفاع التوتر الشرياني أكثر عرضة للإصابة بكوفيد 19 إذ بينت منظمة الصحة العالمية أن لقاح كوفيد 19 آمن وفعال بالنسبة لمرضى توتر الضغط الشرياني وهم من أكثر الفئات أولوية بتلقي اللقاح.
الضغط النفسي والضغط الشرياني
أصبح معروفاً أن للشدة النفسية ونمط الحياة المصحوب بالتوتر النفسي من قلق واكتئاب دوراً بالغ الأهمية في تشكيل عوامل خطر على مرضى التوتر الشرياني حسب المعلومات التي ذكرها لنا الدكتور حسام بله، لافتاً إلى أن هذه العوامل يمكن تجاوزها أو تخفيفها من خلال الرياضة وممارسة اليوغا والنوم المنتظم، إضافة للتواصل الاجتماعي والابتعاد عن العزلة مع الالتزام بتناول الأدوية، وهذا كله يساعد في ضبط الضغط الشرياني
كلمة للمحر:
جميع الضغوطات سواء النفسية أو الجسدية حتماً لها مسببات مختلفة مباشرة أو غير مباشرة قد تجعل أصحابها بين كفي خطر و في هذه الحالة لن يكن أمامهم إلا الوقاية وتفادي الطرق المغلوطة مع التقيد بالبرامج والنصائح الطبية النفسية من أجل الحفاظ على سلامتهم واستمراريتهم.
جراح عدره