الوحدة : 7-1-2022
بعد أن وضعت إحدى الفتيات لائحة بأسماء المدعوين إلى حفل زفافها، وجدت أن العدد الذي ظنته قليلاً، وصل إلى ما يزيد على مئتي شخص، بعد أن كانت تتوقع ألا يتجاوز عددهم المئة!
وهذه الزيادة في عدد المدعوين سوف تتبع بالضرورة زيادة في عدد بطاقات الدعوة، لكنها تحايلت على المناسبة، وبدلاً من أن تزيد النفقات بطبع المزيد من بطاقات الدعوة، وتضيع الوقت بإيصال هذه البطاقات إلى المدعوين، عمدت إلى طريقة جديدة وغير مألوفة في مجتمعها، وهي تصميم بطاقات الكترونية وإرسالها بالبريد الإلكتروني إلى كل المدعوين وبذلك وفرت الوقت والمال معاً، وسألت نفسها من سيحتفظ ببطاقة دعوة فاخرة كلفت صاحبها الكثير من المال.
مستجدات التكنولوجيا التي باتت أسرع من أن يلحق بها الكثيرون، بدأت تفرض نفسها على الحياة اليومية، واستطاعت أخيراً أن تحول التواصل بين أفراد المجتمع الواحد إلى علاقة عبر الأثير والاتصالات الهاتفية، والرسائل النصية القصيرة التي يكتفي الكثيرون بإرسالها إلى الأهل والأصدقاء لرفع العتب، وخوفاً من الملامة فبدلاً من أن نكلف أنفسنا بالذهاب إلى الأقرباء والأصدقاء ومعايدتهم شخصياً بتنا نستعين بالهاتف، وذلك ليس للاتصال بالصوت بل لتبادل الرسائل القصيرة التي نستعيض بها عن زيارة موسمية أو سنوية للأشخاص الذين نحبهم، برسالة هاتفية قصيرة، من النوع المرح أو الرصين!
ويتهم بعض الناس هذه الطريقة في التواصل بأنها تعمل على تعميق المسافات بين أفراد العائلة الواحدة، في حين يراها آخرون أنها صارت من ضروريات العصر الذي يتسم بالسرعة، فرسالة الكترونية أو رسالة قصيرة عبر الهاتف تبقى أفضل من عدم المعايدة أو التهنئة، وتقف بعض شرائح المجتمع للدفاع عن عادات وتقاليد لا يجب التفريط فيها مهما كانت درجة التطور التكنولوجي بمعنى إن الزيارة العائلية واجب تربينا عليه، ويجب أن نبقى على صلة الرحم وإلا فلا فائدة من التكنولوجيا التي تقضي على الروابط الاجتماعية.
أخيراً، ولطالما كانت الوسائل التكنولوجية عاملاً مؤثراً في توطيد أو إضعاف العلاقات الاجتماعية لكن المفارقة تكمن في كيفية استخدامها فلا مانع من اللجوء إلى الرسائل الالكترونية لو كانت المسافات التي تبعدنا عن أقربائنا وأصدقائنا تحول دون أن نلتقي بهم.
لمي معروف