الوحدة : 7-1-2022
لقد اخترق الفيس بوك الشبكات الاجتماعية الرقمية، واحتل موقع الصدارة اليوم بالنسبة للمواقع التي أنشئت في البداية بهدف ربط المجتمعات البشرية بعضها ببعض بغية خلق مجتمعات افتراضية وذلك من حيث العدد والكم الهائل والكبير في جلب الزوار له بالمقارنة مع الكثير من المواقع الرقمية الاجتماعية كتويتر وسناب شات أو انستغرام وغيرها.
الأستاذ الدكتور حنا عيلان أشار إلى أن أكثر مسبب جعل هذا الموقع عملاقاً (السوشيال ميديا الرقمية) هو الزيادة على المنافسة الشديدة التي يقوم بها مستخدمو هذه الشبكة، بقصد أو بغير قصد، للصحفيين وللمواقع الإخبارية، فيما يتعلّق بكتابة الأخبار ونقلها ومشاركتها سواء أكانت أخباراً مفيدة في بناء الإنسان أو محرضة على إقامة النزاعات بين المجتمعات أو الدول مما أدى إلى إنتاج مصطلح جديد يمكن ان نطلق عليه (بصحافة الفيسبوك)، هذا من جانب ومن جانب آخر ربط البشر والمجتمعات بعضهم ببعض والاطلاع على احوالهم اليومية وتبادل المعلومات والأخبار لحظة بلحظة والتي ممكن أن تقوي العلاقات بينهم أو يمكن أن تكون هدامة لهم .
والسؤال الذي يطرح نفسه اليوم :لماذا حقق الفيسبوك هذه الشهرة ؟
حقق موقع فيس بوك بعض الخدمات التي تتيح لمستخدمي فيسبوك ولوجاً سريعاً للقصص التي تنشرها المؤسسات الإعلامية في صفحاتها، ومنها تشجيع الصحافة المحلية والمستقلة وتطوير النموذج الاقتصادي، ومع ذلك العمل على تمكين المؤسسات الإعلامية من الربح المادي، وحلّ المشاكل التقنية، وتنظيم لقاءات مع الصحفيين وتدريبهم بتسع لغات حول منتجات وأدوات العمل التى وفرها لهم وبشكل خاص للمؤسسات الإعلامية المحلية والعالمية مع مشاركة الصحفيين أيضا بالإضافة إلى تطوير أدوات خاصة بالصحافة التي تتيح معرفة مدى قوة حضور المؤسسات الصحفية في المواقع الاجتماعية وتمكين طاقم النشر في البث المباشر على صفحاتهم في الموقع من خلال أنشطتهم على الصفحة وتدريبهم أيضاً على طرق جديدة في كيفية قراءة ومشاهدة المواد الإعلامية من قبل المستخدمين بشراكة مع مؤسسات الإعلام والباحثين وخبراء التربية، وذلك بغية التركيز على أمرين اثنين، أولاً: ما يعرف بـ”ثقافة المعلومة”، والأمر الثاني هو محاصرة الإشاعات من خلال ميثاق مبرم مع المؤسسات للتحقق من صحة المعلومات والأخبار على صفحاته .
والشيء المثير للجدل لماذا أطلق موقع فيس بوك صحافة الفيس بوك .؟
هذا المشروع لم يأت لسواد عيون المؤسسات الإعلامية وإنما لتحقيق نسبة عالية من الزوار والمساهمة في تقليل روابط النقرات أي تلك الروابط التي تستخدم عناوين تقديمية تُخفي المعلومة و تجبر الزائر على النقر عليها ليفاجأ بأن مضمونها ضعيف للغاية ولم يكن يستحق الزيارة. لكن وحتى هذه اللحظة، لا تزال هذه الروابط منتشرة، هذه الروابط ماهي إلا تضييع لوقت المستخدم كي لا يفقد ثقته بالموقع بعد تدني مستوى الأخلاق المهنية في العمل الصحفي .
ولهذا كان عليه أن يتبنى ويوقع ميثاق محاربة الأخبار الكاذبة مع المؤسسات الإعلامية والصحفية كي يضمن صحة المعلومات على صفحته وإزالة التوتر الحاصل بين المؤسسات الصحفية وبناء علاقة تكاملية معهم .
نرجس وطفة