الوحدة : 7-1-2022
الفيسبوك عالم آسر، ومحتل الصدارة في حياة أغلبنا، نتعامل معه كرفيق لحياتنا يواسي وحدتنا، وكمصدر للمعلومة والعمل والتسلية. فلماذا وصلنا إلى هنا، وما أضرار تعلقنا به؟ تحدثنا السيدة ختام بدور خريجة علم اجتماع عن ذلك فتقول:
أصبحنا بالفعل أسرى بل مدمنين لوسائل التواصل الاجتماعي وعلى رأسها الفيسبوك، وأكبر دليل عندما حدث عطل عالمي له في أوائل شهر تشرين الأول من عام ٢٠٢١ لمدة ست ساعات، حُبسَت ساعتها أنفاس المستخدمين معه وكأنهم سُجِنوا أو فقدوا شخصاً عزيزاً.
ومع أنه لا أحد يُنكر أن للفيسبوك إيجابياته الكثيرة كمصدر معلومات لنتاجات واحتياجات البشر في العلم والعمل ومصدر كسب رزق للناس عبر التعريف والعرض بكل النتاجات اليدوية المهنية والفكرية والترويج والتسويق لها. إذاً للفيسبوك مبررات كثيرة ليحتل الصدارة في حياة كثيرين منا. هو حقيقة لا يمكن إنكارها، لكن علينا استثمارها بالشكل الصحيح، خاصة وبعد الدراسات الكثيرة التي أكدت تأثيرها على الصحة العقلية، نعم للفيسبوك تأثير على أذهاننا وعيوننا وحالتنا النفسية لنكون أحياناً كالمتوحدين وهناك في بعض الحالات قد نصل للانتحار بسبب الفيسبوك.
يعترف كثيرون أنهم بدون النت عامة والفيسبوك خاصة في حالة ضياع وضجر وتشتت ذهني، و هذا التأثير النفسي خطير ومدمر وخاصة لأولادنا من الأطفال والشباب، فالجلوس لساعات طويلة مع أشخاص افتراضيين يتيح الفيسبوك التعرف عليهم هو من أخطر سلبيات الفيسبوك التي تؤدي إلى خراب عائلات وحتى مجتمع بأكمله. وبمثل بسيط يؤكد ذلك هو حالات الطلاق وتفكك عائلات كثيرة كان الفيسبوك سبباً في تعارف الزوجين فيها. قصص كثيرة غريبة نسمعها بسبب الفيسبوك والانخراط مع أشخاص بعلاقات غير سوية.
والسؤال لماذا وصلنا إلى هنا؟
هل هو هروب من واقع يشكل علينا ثقلاً؟
أم هو تعويض للحظات حبّ أو إصغاء فقدناها من أقرب الناس بيننا؟
أسئلة كثيرة تبدأ ولا تنتهي، وإجاباتها عند كل شخص منا. المهم أن نحمي أنفسنا، عائلاتنا من عالم الفيسبوك المغري، الذي من الصعب الاستغناء عنه اليوم، فكلنا مدمنون للنت وسائله، وإن أحكم البعض السيطرة.
مهى الشريقي