الوحدة : 7-1-2022
نظراً لسرعة الحياة وسهولة التواصل والأحوال السيئة من انقطاع الكهرباء لساعات طويلة كان الحل الوحيد هو العالم الافتراضي للكثير من الناس، وفي حوار لجريدة الوحدة مع عدد من الأشخاص كيف سيطر الفيسبوك على أوقات فراغهم كل حسب حياته ومن منظوره. فالأستاذة المهندسة علا الغدا عبّرت عن رأيها قائلة: إن وجود أكثر من مليار مستخدم للفيسبوك حول العالم يجعله ظاهرة ثقافية واقتصادية واجتماعية، فلم يوجد عبر التاريخ مجتمع واحد – مهما بلغ كبره – يضم هذا العدد الهائل من الأشخاص على اختلاف أجناسهم وأوطانهم وتوجهاتهم معاً، وقد حقق الفيسبوك تفوقاً واضحاً على جميع وسائل الإعلام ليس فقط من خلال إيصال أحدث وأشمل الأخبار والمعلومات بسرعة أكبر وكثافة أكثر بل وإمكانية توفرها ومشاركتها في أي وقت وبقناة وشاشة واحدة.. ولقد برز هذا الأمر بشكل أوضح في ظل أنظمة التقنين المختلفة من محافظة لأخرى وظل أزمة كورونا والإغلاق التام. ففي رأيها للفيسبوك فوائد عدة فهو كتطبيق لا يتيح فقط التواصل مع الأصدقاء والأهل والأساتذة وغيرهم بشكل مباشر عبر الرسائل والصور والفديوهات بوسائل تعبيرية تناسب الجميع وخاصة لأولئك الذين يعانون من العزلة أو الرهاب الاجتماعي أو صعوبة النطق بل يقدم أيضاً واجهات وصفحات تكون بمثابة منابر إعلامية فعالة وسريعة للصحفيين والأدباء والشعراء والفنانين بالإضافة إلى توفير جمهور أوسع، منابر للجامعات وللباحثين والمثقفين، للأعمال والخدمات التجارية والهندسية والطبية والزراعية وغيرها، على سبيل المثال: إعلان إحدى المشافي لحاجتها الطارئة لمتبرعي دم من زمرة معينة أو التنويه لوجود طرق غير سالكة بشكل مفاجئ.. ولكن مساوئ الفيسبوك كانت بنظر الأستاذة علا تفوق الفوائد وكان أبرزها حسب رأيها : ١_تحول الفيس من وسيلة تعارف وتسلية إلى وسيلة انتهاك خصوصية الآخرين، والتعدي على حرياتهم ونشر الأكاذيب بدون رادع او محاسبة.
٢_تحوله من وسيلة تواصل مع الأصدقاء على حساب قطع الصلة مع الأهل والأقارب.
٣_وجود صفحات وهمية تقدم عروضاً وهمية لعمل أو لسفر فيكون أداة للنصب والسرقة.
٤_التعامل معه كوسيلة معرفة وحيدة رغم افتقاد الكثير من مصادر المعرفة على الفيس للمصداقية.
٥_وجود ألعاب للأطفال على الفيس لا يمكن التكهن بمغزى ومحتوى جميع هذه الألعاب المتاحة مجاناً، إن هذا بحد ذاته يجعل الفيس محط فضول للأطفال واهتمامهم في الوقت الذي تغص فيه الكثير من الصفحات محتويات لا تحترم المراهقين ولا الأطفال.
٦_توفير الفيس لجميع هذه المزايا يجعله كافياً ووافياً لشغل جميع أوقات وأعمار الناس على حساب ممارسة الهوايات ومواصلة التعلم.
٧_الإدمان على الفيس يخلق الكثير من الأضرار الصحية والنفسية والعصبية كضعف النظر وأضرار الجلوس بوضعية خاطئة لفترة طويلة، البدانة والاكتئاب..
أما الدكتورة أحلام اختيار فقد عبرت عن أهمية الفيسبوك هذا العالم الافتراضي الهام جداً والذي يتصدر اهتمامات الناس وأبرز نجاحاً كبيراً في الآونة الأخيرة بسبب الظروف المعيقة للعديد من الخدمات منها الكهرباء.. التلفزيون.. الكومبيوتر وغيرها فكان البديل المتاح الانترنت، وكانت هجمة المجتمع على وسائل التواصل الاجتماعي كبيرة من يوتيوب.. فيسبوك.. انستغرام.. وغيرها حتى أصبحت وسيلة تسويق إلكترونية هامة جداً وكدخل مادي للعديد من الأسر أتاحت العديد من الوظائف الإلكترونية فأصبح الفيس سيفاً ذا حدين.. اتجاهاُ إيجابياً.. واتجاهاً سلبياً. فأنت صاحب الاختيار.
بينما المهندسة لين دريباتي رئيس بمجلس إدارة جمعية أنتِ لتنمية المرأة الريفية وأمين سر صناع السلام رأت في الفيسبوك أداة وصل واتصال مع المحيط ليسيطر على أوقات الفراغ وغير الفراغ لدى الناس فهو أداة معرفة هامة لكل جديد حول العالم، وأداة تواصل مع الأصدقاء الحقيقيين الذين أصبحوا شركاءنا في العالم الافتراضي نسمع أخبارهم وإنجازاتهم رغم بعد المسافة فضلاً عن كونه أداة معرفة بميزة التنبؤات التي تتيح للشخص معرفة الأدوية أو الأمراض وعلاجها طرق الوقاية أو طرق صنع أطعمة معينة، فقد أصبح بمقدور الناس إنشاء صفحات أو مجموعات لعرض منتجاتهم ونحن كجمعية بدأنا نسوق لمنتجاتنا ولخدمات الجمعية منذ ثلاث سنوات على مواقع التواصل الاجتماعي . فلولا الفيسبوك لما استطعنا أن نصل لأكبر عدد من الناس والنجاح في التسويق لخدماتنا. كما خلق الفيسبوك فرصة لأشخاص يطلقون على أنفسهم في عالم الانترنت انفلونسر أو بلوغر يتابعهم الناس وينشرون كل شيء عن حياتهم وتجاربهم مع الأطباء، الأماكن العامة الموضة والجمال، يقدمون نصائح للناس من منطلق تجاربهم الشخصية. ولابد أن نعترف أن غياب الكهرباء لساعات طويلة في بيوتنا جعل من التلفزيون قطعة أثاث لا دور لها ولذلك أصبحنا نلجأ للفيسبوك والانترنت نظراً لسهولة استخدامهما من خلال باقات وعروض الانترنت ولكن لذلك مساوئ كبيرة في أن نسيطر على أنفسنا، فهذا التعلق الزائد يخلق لدى العديد من الناس إدمان التواجد على مواقع التواصل الاجتماعي بكل الأوقات وبالتالي مضيعة للوقت والمادة والخطر الأكبر الذي له كوارث على الطفل لأن الكثير من الأمهات تلجأن له كوسيلة راحة مما يخلق جيلاً من الأطفال الانعزاليين والعدوانيين بالإضافة لأشخاص يحاولون التعبير عن أفكارهم عبر صفحات وهمية بإخفاء أسمائهم الحقيقية وبث أفكارهم بطرق مختلفة وخصوصاً في عالم تسوده الفوضى وعدم الرقابة بالنسبة للأطفال لذلك لابد من التحلي بالوعي..
رهام حبيب