الوحدة : 7-1-2022
في واقعنا الحالي هناك سؤال يطرح نفسه وهو، كيف استطاع الفيسبوك أن يحتل الصدارة بين بقية وسائل الإعلام؟
وحول هذا الأمر ارتأينا أن نستمع إلى آراء مجموعة من الأدباء والمثقفين لنصل إلى شيء من الحقيقة التي أوصلت الفيس إلى هذه المرتبة:
أ. د. ريم هلال تقول: حين كنتُ أبتغي نشر مادّةٍ أدبيّة في دوريّةٍ أدبيّةٍ، كم كنتُ أنتظر ريثما أعلَمُ ما إذا تمَّت الموافقة على النشر أم لا، إذ كم كان يتم الاستنكاف عن هذه الموافقة أو عن عدم إعطائي أيَّ ردّ. وكم كنتُ أنتظر في حال تمَّت الموافقة موعد النشر الذي يطول أكثر مما يقصر. وكم كنتُ أنتظر في حال تمَّ النشر لحظة حصولي على العدد الورقيّ المطبوع ريثما يصل إلى الأسواق، إن لم أُحرَم من هذا الحصول لدى نفاده فيها. هذا ما كان قبلاً منذ سنوات بعيدة، أما في زمن الفيس بوك، فقد غدت بين يديَّ صحيفة إلكترونيّة خاصّة بي أنا بمفردي، أنشر فيها ما أشاء في أيّ لحظة أو مكان أشاء، وأصل بكتاباتي إلى أوسع شريحة ممكنة وبأسرع وقت دون أيّ قيدٍ أو ظرفٍ أو شرط.
د. جليل البيضاني يقول: في ظل العولمة والتقدم التكنولوجي والحضاري جاء الفيسبوك ليشكل أهم شبكة للتواصل الاجتماعي، فهو في متناول الصغير قبل الكبير، وطغى على وسائط الإعلام المرئي والمسموع، وحتى المقروء، فالجدير بنا أن نشجع على القراءة والمطالعة من الكتاب مباشرة، فهو الأجدر بتعليم الأجيال، وبالنسبة للأدباء لا غنى لهم عن الإلقاء المباشر بتواجدهم في المراكز الثقافية وفي الملتقيات الأدبية.
د. آسية بديع يوسف تقول:
أرى أن الفيس بوك طغى بشكل كبير، فهو في متناول الجميع، ومن خلاله أضحى العالم قرية صغيرة يتواصل الجميع فيها دون حساب البعد والمسافات، ورغم أنه الأكثر شيوعاً في الأنشطة الأدبية والشعرية إلا أنه لا غنى عن الوسائل الإعلاميّة الأخرى كالتلفزية والمراكز الثقافية وغيرها…
الأديب جمال أبو الشملات يقول:
بدأت بوادر الإعلام منذ القدم من خلال الشعراء الذين تغنوا بخصال القبيلة التي ينتمون إليها، وكان ببيتٍ من الشعر أن ينتقل عبر القبائل بسرعة كبيرة عبر التناقل الشفهي. وفي العصر الحديث تطور الإعلام من الصحف والمجلات والكتب إلى الإعلام المسموع والمرئي عبر شاشات التلفاز والقنوات الأرضية، وبعدها تطور من خلال الأقمار الصناعية عبر المحطات الفضائية، وكل وسائل الإعلام التي ذكرناها هي جهات ومؤسسات ودول مسؤولة عنها، إلى أن جاء الإنترنيت، وبخاصة الفيسبوك الذي اكتسح الساحة الإعلامية ليس في بلدنا فقط، بل في كل أرجاء المعمورة لأسباب عديدة أهمها:
الشعور بالحرية الذاتية للفرد.
سرعة التواصل بين الأشخاص عبر البلدان.
سهولة اختيار الصفحات والمجموعات مع سهولة الانسحاب منها.
الاطلاع على أي موضوع كان من اقتصاد وسياسة وعلوم فيزيائية وكيميائية ودينية وأدبية وفلكية و….
تطور أجهزة الهواتف النقالة (الموبايل) ووجود كاميرا التصوير في كل جهاز جعل من كل شخص إعلامي ينقل الأحداث كما يحلو له.
حالة التعارف بين الأفراد ومن الجنسين أدى إلى الشعور بالمتعة الشخصية دون مراقبة من أحد.
إمكانية التواصل عبر هذا الهاتف بكل الأوقات، في العمل والمنزل والشارع والمطعم والمقهى والحديقة…
كل هذه الأسباب جعلت من الفيسبوك وسيلة إعلامية متطورة كان لها تأثير كبير على كل الوسائل الإعلامية السابقة وما زال متصدراً لهذه الوسائل حتى تظهر وسيلة أكثر تطوراً منه.
د. رفيف هلال