الوحدة : 6-1-2022
شفاكم الله وعافاكم من كلّ مرض.. عندما تكون الصحة الشخصية هي موضوع أي حديث، فمن الطبيعي أن يزبد هذا الحديث بالوجع المنتشر في كلّ الاتجاهات..
لا لوم على جهة بحدّ ذاتها، لكن الحلّ مسؤولية الجميع… لا أريد أن أعمّم تجربة شخصية، لكني أنا مواطن كغيري من عباد الله الذين تقطّعت بهم السبلُ..
من نعم الله، ومؤسسات الدولة علينا، أنّي استفدت من التأمين الصحي، والذي رحمني من مبالغ ليست قليلة، وأجريت عملاً جراحياً في مشفى الدولة، وهذا الأمر أيضاً وفّر عليّ مبالغ أخرى، ورغم كلّ ذلك، وعكة صحية كلفّتني ما لا يقلّ عن راتب سنة كاملة..
أعتذر مرّة أخرى عن الخلط بين ما هو خاص، وبين ما هو عمل، ولكن هذه التفاصيل يعيشها كثيرون، ولا يجدون لها حلاً أو مخرجاً…
لا توجد دولة في العالم مسؤولة مسؤولية كاملة عن كل أبنائها، هناك علاقة وظيفية بين الدولة كمؤسسات وبين الأفراد، ولا نريد أن نشعّب الأمور، وعلينا أن نتذكّر أنّه في الحالات العادية كانت المشافي الحكومية والمراكز الصحية تقدّم خدمات صحية جليلة للمواطنين ومجانية مئة بالمئة، ومازالت، ولكن الذي تغيّر أنّ الجهات الصحية لم يعد بإمكانها توفير كل مستلزمات الخدمة الصحية للمواطن، بسبب الحرب أولاً، وبسبب الحصار ثانياً، وبسبب خروج الكثير من منتجي الخدمة الصحية عن الإنتاج، إضافة إلى نقص الكوادر، وهجرة بعضها، وإلى تقلبات معيشية التقى عند وجعها المواطن والجهة الحكومية.
لا نبرر، ولا نستطيع أن نبقي اللوم، وإزاء هذا الواقع غابت (الخدمة المجانية) في مطارح كثيرة، وبقيت حيث استطاعت (الصمود)، لكن الأكيد أن المكان (المشفى) والأداة (المخبر أو جهاز التصوير) والكوادر (أطباء وممرضين) كلّ هذا ما زال مجانياً، وعلينا أن ندعمه، وأن نعزّز حضوره، فنصف الوجع (أرحم) من الوجع كلّه، وما قلنا إنه من الصعب تحمّله أن تضطر لشراء إبرة ثمنها (200) ألف ليرة، هذه الإبرة كانت متوفرة مجاناً قبل هذه الحرب اللعينة.
نتمنى السلامة للجميع، نتمنى أن تستعيد مؤسستنا الصحية كامل عافيتها، فهي على نفس القدر من رغيف الخبز من حيث أهميتها.
عنوان
رفد ميزانية القطاع الصحي بمبالغ إضافية أهمّ بكثير من أي دعم يُوجّه للقطاع السياحي على سبيل المثال.
وآخر
نقص كوادر القطاع الصحي غير المختص (إداريين وعمال وحتى مساعدي تمريض) يمكن تعويضه من الفائض البشري في القطاعات المعطّلة عن العمل.
وقد يصحّ
تحويل بعض سيارات من جهات عامة ما إلى خدمة القطاع الصحي وفق دراسة دقيقة تُنجز لهذه الغاية.
وأيضاً..
يمكن فتح حساب في المصارف العامة لتلقي التبرعات من خلاله دعماً لإعادة تأهيل الأقسام التي تحتاج ذلك لتبقى الخدمة الصحية جيدة.
بقلم رئيس التحرير غانم محمد