الوحدة: 13-12-2021
أقام قصر الثقافة في بانياس محاضرة بعنوان (الثقافات الحضارية في سورية) ألقاها الباحث والدكتور بسام جاموس، وقال فيها: المحاضرة تتقسم إلى عدة محاور، المحور الأول الثقافات الإنسانية التي استقرت في سورية وهي متنوعة، وهذا ما أعطى لسورية أهمية حقيقية، فلدينا الثقافة الكيبارية الهندسية التي تعود إلى ١٧ ألف عاماً والثقافة النطفية التي تعود إلى ١٢ ألف عاماً والثقافة الزراعية حيث انطلقت من سورية أول ثورة زراعية في العالم من قرية المريبط في الألف الثامن قبل الميلاد وهي ثقافة المجتمعات القروية البدوية التي أظهرت أولى التنظيمات الاجتماعية والاقتصادية ثم انتقال الإنسان من صياد لاقط إلى منتج ومزارع ومستهلك، بعد ذلك انتقال الإنسان من القرية إلى المدينة فعام ٣٢٠٠ قبل الميلاد هو مرحلة فجر التاريخ أي نشوء الممالك والمدن وتشكل الممالك الكبرى في منطقة بلاد الشام كمملكة ماري التي قدمت أضخم مكتبة في التاريخ ومكتبة إيبلا التي عرفتنا بالتاريخ السياسي والاجتماعي وغير ذلك، الثقافات التي شكلت فسيفساء في سورية هي الثقافة السومرية الأكادية والعمورية الكنعانية وأيضاً الحثية والآشورية إضافة إلى الآرامية والسوريانية ثم الفترة المسيحية أو الكلاسيكية الرومانية اليونانية ثم الفترة العربية الإسلامية مع طيات كل حضارة وماذا قدمت سورية للغرب من هدايا حضارية بدءاً من مكتبة إيبلا وماري وموسيقا أوغاريت إلى أبجدية أوغاريت، وأضاف: يجب ألا نكتفي فقط بأعمال التنقيب الأثري لأن العرض المتحفي مهم جداً لنقدمه للأجيال فالمتحف هو مرآة حضارية يجب أن نشارك بمعارض أثرية خارجية ليطلع عليها الغرب وتلقي الضوء على الحضارة السورية وما قدمته من مزايا ومخزون ثقافي تراثي، وأشار أن الوحدة الحضارية في الوطن العربي أكدتها المعطيات والوثائق الأثرية وخاصة التي انطلقت من خلال التشابه فالقصر الملكي في أوغاريت يشبه قصر انكومي في قبرص هذا التشابه يؤكد لنا الوحدة الحضارية التي كانت قائمة في الألف الثالث والثاني والأول قبل الميلاد، أيضاً هناك مناطق لازالت تتحدث بلغة أجدادنا فمعلولا تتكلم لغة المسيح اللغة الآرامية وفي الحميدية في طرطوس مازالت تتكلم اللغة اليونانية لذا يجب فتح مراكز ومعاهد في الجامعات والمدارس لتعليم لغة أجدادنا خوفاً عليها أن تنقرض، أخيراً كل العلماء أكدوا أن سورية أرض الحضارات والديانات وفردوس العلماء.
رنا ياسين غانم