الوحدة : 13-11-2021
بعض المهن أو بعض مزاوليها بشكل أدقّ، يتخلون عن قيم المهنة، ويستغلون حالة الفوضى في استغلال وابتزاز الناس إلى أقصى درجة، ومنها مهنة الطب، التي تحول بعض العاملين في محرابها إلى تجار حقيقيين، بضاعتهم أوجاع الناس، وخاصة بعض أطباء الإسعاف الذين يضطر أحدنا إلى استدعائهم إلى المنزل في حالات معينة، وكل ما يفعلونه هو أنهم وبأحسن الحالات يعطون المريض إبرة مهدئ أو مسكن وجع، ويكتبون له تحويلة إلى المشفى، ويقبضون أكثر من الطبيب الأخصائي، ويطالبون بأجرة السيارة في بعض الأحيان!
من حقهم أن يقبضوا ثمن أتعابهم، فهذه مهنتهم، ومن دخلها يعيشون، لكن من واجبهم أيضاً أن يقدروا الحالة (التعبانة) صحياً ومادياً للمريض، وألا ينسوا أخلاق المهنة، وأن يكونوا عوناً للمريض لا أن يرفعوا ضغطه بالمبلغ الذي يطلبونه، والذي يصل إلى (10) آلاف ليرة في بعض الأحيان…
الطب مهنة إنسانية بالدرجة الأولى، وملاحظاتنا السلبية لا تنفي وجود أطباء على درجة عالية من الإحساس بأوجاع مرضاهم، ويقدرون ظروفهم المادية الصعبة.
غياث سامي طراف