الوحدة : 13-11-2021
آن لتلك النغمة المزعجة أن تتوقّف أو أن تُقيّد بضوابط، منذ عشر سنين مضت، كان ذلك الصوت هو عنوان الخوف والأسف، هو صوت سيارة الإسعاف السريعة، كنّا إبان الحرب التي تدور رحاها بين جبال وأودية نترقّب صوتها القادم بتدرّج لتُفتح الطُرق أمام شهيد قضى أو جريح يئن داخلها.
والآن قد تغيّر المشهد فأصبحنا نتألم سماع ذلك الصوت في كل مكان، وهنا موطن الخوف واليقين، هذه السيارة ستحمل على متنها إما جثة أو مريضاً داهمه الوباء اللعين (كورونا) وقد يكون الأمر غير ذلك تماماً، لكن هاجس الخوف والرعب (العالمي) قد خيّم على جميع الحواس، أما الأمر المهم بعد كل ذلك هو تبرير صوت إنذارها نهاراً، وذلك لإبعاد المارّة وتشتيت زحمة الممرات الضيّقة، وفتح المجال لتخفيف وقت وصولها لمرادها وإنقاذ المسعوف، لكن أن تدخل تلك العربة في بعض الأحياء ليلاً وأحياناً كثيرة بعد منتصفه، فتُطلق تلك الأصوات إضافة لأضواء ليزرية بألوان الرعب ترتسم على نوافذ وشرفات هادئة، فتُعلن الخوف والاستيقاظ الجماعي، لتزرع في القلوب خوف وريبة بين قامات أبنية مظلمة، أضواء بعض نوافذها خجولة خافتة .. فكم من عالم وطبيب وبروفسور أكدوا أنّ الحالة النفسية هي استقامة الصحّة ومدّخرة العمر السليم أولاً وآخراً.
بالنهاية.. من الضروري قيام مديرية الصحّة بتقييد وضع هذه السيارات خاصة في الليل لعل هذا الوباء يُنهي زيارته الثقيلة، فتعود الهمّة والشهامة إلى كنف الصدور فتستقبل سيارة الإسعاف بكل احترام وتساعد كادرها على تنفيذ مهامهم بكل رضى وقبول.
سليمان حسين