أربع إصابات بالفطر الأسود في مشفى الباسل بطرطوس ووفاة اثنين منهما

الوحدة : 27-10-2021

بيّنت إدارة الهيئة العامة لمشفى الباسل بطرطوس أنه تم تسجيل أربع إصابات بالفطر الأسود خلال الشهرين الماضيين في المشفى، وأضافت الهيئة تزايد أعداد المصابين المراجعين في هذه الموجة من الفيروس، واحتياج الكثير منهن العلاج بالكورتيزونات،  مع وجود أمراض أخرى مرافقة تسبب نقصاً في المناعة، وبالنسبة للإصابات بالفطر الأسود أشار الدكتور إسكندر عمار رئيس الهيئة أن حالتين منهما هما المريضين (ن- ع)، (م- ش)، وكانت الإصابة لديهما شاملة للجيب الفكي وأجزاء من الحاجز الأنفي وتمت المعالجة جراحياً، مع تنضير الأنسجة بالإضافة إلى العلاج الدوائي والمريضان بحالة جيدة حالياً، أما الحالة الثالثة فهي للمريض (ع- س) المُحول من مشفى خاص ومُعالج من الكورونا، وقد راجع المشفى بحالة عامة سيئة، وإصابة بالفطر الأسود ممتدة للدماغ وتغيّم وعي، وقد فارق للأسف الحياة متأثراً بالإصابة العصبية ، وبالنسبة للحالة الرابعة فهي للمريضة (د- خ) وكانت الإصابة ممتدة لديها من الجيب الفكي باتجاه الحجاج (العين)، وقد راجعت المشفى بحالة عامة سيئة مع حماض سكري وقصور تنفسي  شديد، وتوفيت مباشرة نتيجة عقابيل الإصابة بالكورونا للأسف أيضاً، وعن الفطر الأسود أعاد د. عمار  الشرح بأنه مصطلح متداول لنوع من الفطور يعرف علمياً باسم الفطار العفني mucormycosis  وهو فطر منتشر بشكل واسع في الطبيعية وخاصة في التربة والمواد المتفسخة ولكن انتقاله من إنسان لإنسان غير وارد، وهو فطر موجود منذ القدم وليس محصوراً بهذه الفترة من الزمن فقط ، وسبب تسميته بالفطر الأسود لأنه يسبب احتشاء ونخوراً وخثارات وتلون بعض الأنسجة المصابة به باللون الأسود وخاصة في النمط الذي يصيب مخاطيات الفم والأنف والجيوب، ورغم انتشاره الواسع فإن احتمالية إصابة الأشخاص أسوياء المناعة بهذا الفطر نادرة جداً، وأكثر الفئات المعرضة للإصابة به هم المرضى ناقصو المناعة مثل مرضى داء السكري غير المضبوط وخاصة المترافق مع حماض كيتوني، والاستخدام العشوائي للصادات، مرضى السرطان وخاصة الذين لديهم نقص معتدلات ويتعالجون بالصادات، والأشخاص الذين يتلقون أدوية كابتة للمناعة مثل الستيروئيدات الفموية والجهازية ومضادات العامل المنخر للورم، ومن لديهم سوء تغذية شديد ومرضى الحروق ومتعاطي المخدرات الوريدية، أما أعراض الإصابة بالفطر الأسود فتختلف حسب موقع الإصابة وأشيع مواقع الإصابة هي الشكل الأنفي الدماغي للمرض والذي يتظاهر بتورم بالحجاج وألم وجهي واحتقان أنف وقرينات سوداء متنخرة ونخر بالحنك الرخو، وحس خدر وحمى ورعاف وشلل بالأعصاب قحفية، وقد تترقى الإصابة بسرعة لفقد الوعي ثم الموت، كما قد يصيب المرض الرئة و الجهاز الهضمي والجلد وأي مكان آخر في الجسم، ويتم التشخيص بتنظير باطن الأنف مع خزعات وإجراء تصوير طبقي محوري ورنين مغناطيسي، فيما يتلخص التدبير العلاجي بقبول المريض في المشفى  مع تنضير جراحي فوري للأنسجة المصابة وتطبيق مضاد الفطور الأمفوتريسين طويل الأمد وتصحيح العوامل المؤهبة متل داء السكري، أما عن الربط بين كورونا والفطر الأسود فقد انتشرت الإصابة بالفطار العفني مع موجات الكورونا الأخيرة بسبب الاستخدام الكبير والعشوائي للصادات والستيروئيدات الجهازية والفموية وخاصة عند مرضى نقص المناعة مثل مرضى الداء السكري غير المضبوط.

رنا الحمدان

تصفح المزيد..
آخر الأخبار