البسطاء.. ضاقت بهم الحياة والصبر مفتاح الفرج!

الوحدة : 27-10-2021

 

لم نرغب يوماً بالحرب على بلادنا، فهي مفروضة علينا، وأن نملك القدرة على الحياة بالمحبة والتفاؤل والبساطة تكمن قوتنا..

البساطة هي العلاج الوحيد الذي نقتات عليه كل يوم ليمدنا بالصبر على مفرزات الحرب ومنغصاتها، ولم نقصد هنا البساطة في التفكير، وإنما البساطة بالنظرة للحياة، فالبسطاء لا ينظرون إلى الحياة نظرة المتملك، وإنما نظرة المستمتع، كما أن التفاؤل صفة ملازمة لهم حتى في مصابهم، وجلً نظرتهم أن على الإنسان أن يعمل بكل طاقته، فهو يجدّ ويشقى حتى ما بعد سن التقاعد التي لطالما حلم بالراحة بعد هذا العمر ليجد نفسه أمام منحنى آخر في الحياة، إنما إيمانهم ونفسهم الرضية تنير وجوههم والسلام الداخلي يبث لهم الهناء والصبر وهم شريحة كبيرة من المجتمع لهم أحلام وآمال وأوجاع والقناعة بلسم لجروحهم.

جالت الوحدة عبر شوارع طرطوس لتسأل عنهم ومعظمهم من قال بمعنى أو بآخر لم نعرف اليأس والإحباط إلا أن الحياة تقسو جداً علينا ونحن متعبون..

هذا حال السيد رزق، اكتفى بولدين نتيجة خطأ طبي تعرضت له زوجته منذ سنين وهو الآن جد بعمر يزيد عن 67 عاماًن يقول: أنا درست معهداً وتوظفت في معمل الإسمنت، خضعت لدورة بألمانيا في ثمانينات القرن الماضي وأنا متقاعد منذ سبع سنوات، اضطررت للعمل ببيع الكعك والسمون وغيره  من السادسة صباحاً حتى الرابعة بعد الظهر لتأمين أجرة العملية لزوجتي هذا عدا أن الراتب التقاعدي 80 ألفاً هو لا يكفي ثمن دواء وأشار رزق إلى أنه يبني بيته منذ 40 عاماً ولم ينته بعد ويتابع: لم أسافر ولا أشجع أي شخص على السفر، الفاسد لن يبقى مدى الحياة إنما الوطن بحاجة لكل إنسان شريف.

أما قصة فايز هو في سن التقاعد بعمر 65 عاماً، يعمل ببيع الدخان والمشروبات الساخنة والباردة، يبدأ العمل يومياً من الخامسة حتى الرابعة بعد الظهر، أي حتى تخف حركة الكراج لديه صبية مدرسة عينت بالحديدة تحتاج إلى 96 ألفاً أجور نقل كل شهر في حين الر اتب لا يتجاوز 60 ألفاً وهي من سكان طرطوس يؤمن الفارق ويقدمها لبنته وابنه يدرس (فنون جميلة) خارج المحافظة، حلم حياته أن يسافر لأن السفر يختصر سنيناً طويلة من عمرة لتأمين البيت وفرشه، ودخلاً يحفظ به ماء وجهه، ويتابع فايز: نحن أناس بسطاء لانحلم بالرفاهية ولكن أن نكون مرتاحي البال  وبعد هذا الشقاء ليس لدينا ما يرفع عزيمتنا، إننا نأمل بغد أفضل.

من جانبه بيّن محمود من سكان الشيخ بدر إنه تجاوز سن 70 عاماً وهو يربي أولاد ابنه الشهيد منذ زمن، أعمل ليل نهار كي أتمكن من تأمين الملبس والمأكل والعلاج حسب استطاعتي وأنا أحمد الله على كل شيء وإنما أجد نفسي أقع في براثن الاستغلال يومياً من النقل بين الشيخ بدر وطرطوس أدفع زيادة كل يوم 250 ليرة وقدمت عدت شكاوى وما من مستمع!

ربى مقصود

تصفح المزيد..
آخر الأخبار