الوحدة : 25-9-2021
الوحدة- خاص
في كل عام، يُصدع القائمون على الشأن البيئي رأسنا بالحديث عن مياه الجفت الناتجة عن عمل معاصر الزيتون، ويقدمون أوراقاً رسمية تتحدث عن ترحيل هذه المياه إلى أماكن آمنة لحماية البيئة من التلوث، وتحديداً.. المياه الجوفية والآبار.
يفترض أصحاب الشأن أن هذا الأمر يحصل، ويكتبون على الورق أن أصحاب المعاصر يقومون بترحيل هذه المياه لسقاية أراضي المزارعين بها، وهذا وهم وإيهام لا أساس لهما من الصحة إلا في حالات نادرة.
إن معظم معاصر الزيتون تتخلص من مياه الجفت إما في مجاري الأنهار، أو في شبكة الصرف الصحي، ولا خيار أمامهم إلا هذه الطرق، لأن الطلب إليهم سقاية أراضي المزارعين، كالطلب من الله إصدار عفو عن إبليس (مجنون يحكي وعاقل يسمع).
لم يراع أهل بيت البيئة حيثيات تصدير هذه المياه من المعاصر إلى الأراضي الزراعية والحراجية، فأغفلوا الطبيعة الجغرافية، وتجاهلوا الكلف العالية لهذه العملية، وقصروا في إقناع المزارع بأهمية سقاية أراضيهم بهذه المياه، وتكاسلوا عن خلق حل جذري عندما ألقوا بالمسؤولية على صاحب المعصرة، ووقفوا للفرجة على ما سيقوم به.
لا نفهم كيف يستطيع مواطن أن يحل مشكلة بيئية كالتي نتحدث عنها، في وقت تعجز فيه مؤسسات الدولة عن إيجاد حل مقابل.
كي يتواكب طرح المشكلة مع تقديم الحل، نقول التالي:
يجب أن تسعى وزارة الإدارة المحلية إلى تنفيذ صرف صحي خاص بمياه الجفت، وتحميل أصحاب المعاصر جزءاً من تكاليفه (ربما بقروض من غير فائدة)، وهذا الصرف الصحي يذهب إلى أحواض كتيمة في نهاية كل خط، فلهذه النواتج فوائد كبيرة لناحية السماد المتشكل منها.
الحل الثاني يمكن أن يكون بالتعاون مع وزارة الزراعة، وذلك بتكليف صهاريج تابعة لها بشفط هذه المياه من الخزانات الكتيمة الملحقة بكل معصرة، وبشكل يومي، ومن ثم تجميعها في أماكن آمنة للاستفادة منها على أفضل شكل، وأيضاً يتحمل أصحاب المعاصر جزءاً من هذه التكلفة.