المجد لأمهات الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة دمج اجتماعي إيجابي مثمر في المجتمع

الوحدة 22-8-2021

 قلّة هم من يملكون فن التعامل مع الأطفال الذين يحتاجون إلى المساعدة في مجال ما من مجالات الحياة لكي يتخطوا واقعهم وينطلقوا إلى عالم بهيج.. ومن أجل أن ترسم الطفولة أحلامها وبدوافع إنسانية وقلوب مليئة بالمحبة والعطاء انطلقت، جمعية المجد لأمهات الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، لتقديم الدعم المعنوي والميداني اللازم إلى هؤلاء الأطفال والاهتمام بالجوانب النفسية والترفيهية لهم ولذويهم من خلال كادر متخصص يؤمن بأهمية العطاء اللامحدود ودوره المجتمعي فقرروا أن يكونوا يداً واحدة ترسم البسمة على وجوه الأطفال وتلبي احتياجاتهم وتتشارك معهم لحظاتهم، وعن الجمعية ونشاطاتها ومشروعها (ألوان) كان لـ (جريدة الوحدة) اللقاء الآتي مع الدكتور كنان إسماعيل الشيخ المشرف العلمي في جمعية المجد لأمهات الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة.

 بداية، أعطانا لمحة عن الجمعية، تأسيسها وكوادرها وطبيعة عملها والشرائح الاجتماعية المستفيدة منها، حيث قال: جمعية المجد جمعية أهلية غير ربحية في محافظة طرطوس أشهرت بالقرار رقم 323 لعام 2006 تهتم وتعنى بتدريب وتأهيل الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة من أطفال (التوحد، متلازمة داون، الإعاقة الذهنية، صعوبات التعلم، الشلل الدماغي، فرط النشاط ونقص الانتباه والتركيز)، دوام الجمعية هو دوام صباحي بشكل يومي ماعدا أيام العطل الرسمية. تتألف الجمعية من مجلس إدارة ومن كادر مؤهل ومدرب بشكل جيد يضم مجموعة من المعلمات من مجموعة متنوعة من الاختصاصات.
أما عن الخدمات التي تقدمها الجمعية قال: تشمل مجموعة من الحالات منها: (تعديل السلوك، التدخل المبكر، التأهيل النفسي والتربوي، علاج مشاكل النطق والكلام، الأعمال اليدوية، الرسم).
في البداية يخضع الأطفال ذوو الاحتياجات الخاصة في جمعية المجد إلى تقييم شامل لكافة المهارات والقدرات التي لديهم عبر استخدام مجموعة من الاختبارات والبرامج والمقاييس العلمية الخاصة بهذه الفئة من الأطفال والتي تهدف إلى تحديد نقاط القوة والضعف لدى كل طفل من أجل وضع الخطة الفردية التربوية والبرنامج المناسب الذي يهدف إلى تأهيل هذا الطفل نفسياً وتربوياً بالشكل الجيد ويتضمن هذا البرنامج مجموعة من الأهداف التي تؤدي إلى تطوير قدرات الطفل وتحسين مهاراته في مختلف المجالات (السلوكية، النفسية، الاجتماعية، التعليمية، التربوية .. وغيرها) والتي يحتاج إليها الطفل في حياته سواء في الوقت الحالي أو في المستقبل وسواء داخل الجمعية أو خارجها ويشرف على تنفيذ هذا البرنامج كادر مؤهل ومدرب بشكل جيد قادر على التعامل مع الأطفال باستخدام الأساليب التربوية والتعليمية التي تناسب الفروق الفردية بين هؤلاء الأطفال وتتلاءم مع حاجات كل طفل منهم.

 وعن كيفية التعامل مع الأطفال وخصوصية الطريقة الواجب اتباعها معهم لتثمر عملاً ناجحاً قال إن النجاح في العمل مع هذه الفئة من الأطفال يحتاج إلى حب لهؤلاء الأطفال بالدرجة الأول وحب لهذه المهنة الإنسانية بالدرجة الثانية كما يحتاج أيضاً إلى المعرفة والمعلومات النظرية والخبرة العلمية وإلى القدرة والمهارة في تكوين علاقة إيجابية مثمرة مع الطفل كما أنه بحاجة إلى الصبر والهدوء والالتزام والتكرار قدر الإمكان حيث إن العمل مع الطفل قد يأخذ فترات زمنية مختلفة، وهذا يعتمد على نوع الإعاقة الذي يعاني منها الطفل وعلى شدتها وعلى توافر الإمكانيات والقدرات البشرية والمادية المناسبة كما أن تدريب الطفل داخل الجمعية فقط غير كاف للوصول إلى النتائج المرجوة حيث إن الطفل يحتاج إلى تكرار المهارات وإعادتها في البيت وفي عدة مواقف وأماكن في المجتمع وذلك من أجل نقل الخبرات المكتسبة في الجمعية والعمل على تعميمها في مختلف مواقف الحياة التي يواجهها الطفل وتؤدي إلى تطوير شخصيته أكثر وتحسين قدراته وإمكانياته ويصبح عندها قادراً على الدخول إلى الروضة ثم إلى المدرسة ليتابع مشواره التعليمي في هذه المؤسسات التربوية وتتحقق له في النهاية فرصة الدمج الاجتماعي الإيجابي المثمر والفعال في المجتمع الذي يعيش فيه.

 وعن الأم صاحبة الأثر والتأثير الأقوى على الأسرة أولاً وعلى الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة ثانياً قال: إننا في جمعية المجد نؤكد بأن الأم هي الأساس في العمل مع طفلها وهي عنصر مهم جداً في حياته لذلك نحن نهتم بتدريب وتأهيل الأم ونساعدها ونقدم لها الدعم المناسب لكي تصبح قادرة على التعامل مع طفلها بشكل أفضل مما يساعد على الوصول إلى نتائج أفضل وأسرع من خلال قيامها بتدريبه على المهارات والأهداف التي تتضمنها الخطة الخاصة به.

 وعن النشاطات والفعاليات التي تقوم بها الجمعية قال: تهتم الجمعية بنشر الثقافة والوعي حول الاضطرابات والإعاقات التي تصيب الأطفال وذلك من خلال عقد المحاضرات والندوات وورش التدريب والتي تهدف إلى تعريف المشاركين بالأعراض الأساسية لكل إعاقة والتركيز على المؤشرات الأولية لكل اضطراب والتي يجب على الأهل زيارة الطبيب المختص عند ملاحظتها عند أحد أطفالهم حيث إن التشخيص الدقيق والجيد والتدخل المبكر يحقق للطفل فرص نجاح أعلى ونتائج أفضل حيث إن عمر الطفل يؤثر على قدرة الطفل على تحقيق الأهداف التي تضمنها الخطة العلاجية المنفذة معه لذلك كنا دائماً ننصح ونركز على ضرورة العمل مع الطفل منذ العمر الصغير حتى نستطيع تحقيق النتائج الإيجابية معه، ونحن نسعى في جمعية المجد على تطوير قدرات وخبرات كادر الجمعية من خلال إخضاعهم لورشات ودورات تدريبية من وقت لآخر وهذه الخطوات تهدف إلى زيادة خبراتهم العلمية والعملية وبالتالي تحقيق الفائدة القصوى لأطفال الجمعية كما أننا نهتم أيضاً بالمجتمع الذي يعيش فيه الطفل ونسعى إلى الوصول إلى مجتمع متقبل وإيجابي يعيش فيه الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة مع غيرهم من الأطفال بشكل جيد ويحصل كل طفل على ما يحتاج إليه لكي ينمو نمواً نفسياً سليماً ويصبح إنساناً منتجاً وفعالاً في المجتمع الذي يعيش فيه.

وحول (مشروع ألوان) الذي تنفذه الجمعية حالياً قال: تنفذ جمعية المجد في هذه الفترة مشروعاً تدريبياً هو مشروع ألوان والذي يهدف إلى تدريب وتأهيل (٢٢٠) متدرباً من مختلف شرائح وفئات المجتمع في محافظة طرطوس (طلاب، مقدمي رعاية من العاملين مع الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، معلمات، أمهات لديهن طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة) على كيفية التعامل مع هؤلاء الأطفال وكذلك يهدف إلى تدريبهم وتأهيلهم على كيفية التعامل مع الأطفال الذين لديهم مشكلات نفسية وسلوكية ويتضمن التدريب جانب نظري وجانب عملي، كما يتضمن مشروع ألوان مجموعة من الأنشطة التي سوف تنفذ من قبل المدربين والمتدربين مثل: (الأعمال اليدوية، صنع وسائل تعليمية وتدريبية للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، أنشطة ترفيهية للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، حملات توعية، محاضرات تثقيفية حول مفهوم الإعاقة، معرض، عرض فيلم سينمائي حول قصة نجاح في التغلب على الإعاقة، رسم لوحات جدارية، توزيع بروشورات توعية حول مفهوم الإعاقة، أنشطة دعم نفسي، أنشطة ترفيهية).

ريم ديب

تصفح المزيد..
آخر الأخبار