الوحدة : 21-8-2021
المحطة الأولى: (الغربان والبلابل)
وأخيراً اجتمعت البلابل والغربان للاتّفاق على تقاسم المكان.
البلابل ما زالت مشغولة في التّغريد والرّفرفة وهزّ الذّيول, فيما راحت الغربان تقرأ على العلن شروط السّكن والمجاورة.
لم تسمع البلابل جيداً تلاوة البنود والشروط.
اعتبرتها الغربان أجواء موافقة صريحة, فراحت تأكل وتشرب وتجمع كل شيء.
لم تنته المقابلة إلا وأجنحة البلابل قد طواها الجوع, وبعضها سقط عطشاً, أما الغربان فقد كانت تتأهب للرحيل إلى أرضٍ بعيدةٍ فيها البلابل ملونة تتقاسمها الطعام والإقامة.
المحطْة الثّانية: ( سباحة)
يُجيدُ السباحة أكثر من قطرات الماء! جاءت قشّة وقصفت ظهر الماء. استمر في السباحة خلف القشة!!
الجميع يسخرون ويقولون : (يكسر الجدران وقدوته قشّة)؟!!
المحطة الثالثة: ( ثراء)
( اطلب الثراء من جيوب الفقراء) حكمة أطلقها على نفسه ولأنه فقير لا يملك سوى الأمنيات : لم تسعفه الحكْمةُ، وإنما ازدادَ فقراً، فَنَدَم وقال: الأثرياء وحدهم يطرقون أبوابَ الفقراء وينجحون بِفَتْحَها.
المحطة الرّابعة: “جهةٌ خامسةٌ”
مَلَّ الاتّجاهات الأربعة، ولم يَعُدْ يميّزُ بين الشّمال والجنوب، ولا بين المشرق والمغرب، فأقنع نفسه بأنْ المكان الّذي هو فيه يتوسّطُ تلك الاتّجاهات، وحين اضطرّتهُ الحاجة للذهاب إلى جهةٍ محدّدة: واجه اتّهاماً صريحاً بامتلاك جهةٍ خامسة، فتمّ زَجُّهُ بالأسْرِ بقيّة عمره.
سمير عوض