نور قبيلي: نقلتُ الواقع إلى الفيسبوك وليس الفيسبوك إلى الواقع

الوحدة 16-8-2021

نور قبيلي اسمٌ لمع في عالم التّسويق الالكتروني، بأسلوبٍ ذكيّ لا يخلو من الدّهاء الخفيّ.. تجذب الزبون بطريقةٍ تعتمد الصّدق والبساطة والعفوية في طرح المنتَج، لكن بأسلوبٍ يركّز على سلبياته، ويكشف نقاط ضعفه ورداءته، فهي لا تستهزئ بعقل الزّبون، ولا تعتمد الكذب والغشّ والخداع أسلوباً ترويجياً كما يفعل بقيّة التّجار والمسوّقين في استعراض مزايا وحسنات وإيجابيات بضائعهم.. أسعارها تنافسية قياساً بأسعار بقية المحال.. الصّدق والحقيقة معياران أساسيان في عنوان تعاملها التسويقي.. ورغم أنها عازبة إلا أنّها تعلم بعض تفاصيل حياة ربّات البيوت، وما يلزم يومياتهنّ من أدواتٍ وأوانٍ منزلية، أمّا الأداة التي لا تعرف طريقة استعمالها، فتُعلم زبائنها بذلك، وتتساءل عبر صفحتها الفيسبوكية عن استخداماتها مع طرح بدائل واستخدامات أخرى إن لزم الأمر… تهافتت وسائل الإعلام المحلية والعربية والعالمية في تسليط الضوء عليها، كونها تشكّل سابقةً في عالم الترويج والتسويق الإلكتروني. تعرّف نور عن نفسها قائلةً: اسمي نور قبيلي، حاصلة على شهادة ماجستير في الرّياضيات، أحببت التجارة كثيراً، فقرّرت فتح (محلّ تجاريّ) لبيع الأدوات المنزلية، وأنشأت له صفحةً على موقع (الفيسبوك)، وكنت أتعامل مع الزّبائن بصراحةٍ مطلقةٍ داخل المحلّ، وعندما نقلت هذا التعامل إلى الصفحة لاحظت تفاعلاً كبيراً فاستمرّيت، لكنّي لم أتوقّع أن أنال كلّ هذه الشهرة والصّيت الذائعين، لاسيّما وأنّني لست صاحبة خبرةٍ تسويقية بالأدوات المنزلية واستخداماتها، إنّما أوصّف الأشياء كما أراها، او كما تصفها الزّبونة لي… كلّ ما أنشره بمجهودٍ شخصيّ ومن بنات أفكاري دون مساعدة أحد… موقفٌ صغيرٌ يوحي لي بفكرةٍ لمنشورٍ ترويجيّ وهكذا…
وعن أهمّ عوامل النجاح تؤكّد نور أنّ الصدق والصراحة والعفوية أهم عوامل نجاحها وانتشارها اللذين تجاوزا الإطار المحلّي. أمّا إجابتها عن تساؤلنا: هل التّرويج للمنتَج السيئ حقيقيّ، أم غايتها تبرر الوسيلة؟ فكانت: إنّ الترويج للمنتَج قد يكون حقيقياً، وقد يكون مزيّفاً، خاصّةً وأنّ بعض الأدوات ليس لي علمٌ عن مدى جودتها كوني لم أستخدمها شخصياً، لكنّها أداةٌ رائجة الاستعمال ومطلوبة… وتتابع: طريقة تعاملي مع الآخرين فيها الكثير من العفوية والصّراحة، فأنا نقلتُ الواقع إلى الفيسبوك، وليس الفيسبوك إلى الواقع. أمّا أكثر المواقف طرافةً تقول: عندما يتفاجأ الزّبون بحجم المنتَج، فالصّور تجعل الأشياء تبدو أكبر ممّا هي عليه في الحقيقة، مثلاً درج الملاعق قد يبدو درجاً للملابس والعكس صحيح…
وكثير من الزبائن يستخدمون مفرداتي وعباراتي، مثل: أرينا ما لديكِ من ألوان بشعة أخرى… و(إذا لم ينكسر المنتَج -كما تقولين- سنعيده إليكِ) وهذا دليل تفاعلهم وتأثّرهم بمنشوراتي… حتى سيّدات الطبقة المخملية الباحثات عن أدوات للرّفاهية والمظاهر، أسوّق لهنّ هذه الأدوات بأسلوب يلبّي رغباتهنّ ويتماشى مع أذواقهنّ وآرائهنّ وأحاول جاهدةً ثنيهنّ عن شرائه لكن دون جدوى .
كلمة أخيرة وجّهتها لمن يحاول تقليدها أسلوباً ومضموناً فقالت: نصيحتي لهم عدم التّصنّع، وعليهم اعتماد الصدق والعفوية، وعدم الجّشع بالأسعار، لأنهم لن يستمرّوا ولن ينجحوا في التقليد، طالما يفتقدون ما ذكرته آنفاً، إضافةً إلى افتقارهم إلى الخيال الواسع والأفكار المتجدّدة، وهذان ضروريان للاستمرارية والنجاح.

ريم جبيلي

تصفح المزيد..
آخر الأخبار