الوحدة 14-8-2021
تميز بتمكنه من جميع المقامات والفنون الموسيقية، وكانت انطلاقته الموسيقية من معهد – صلحي الوادي- بعد أن أشبع موسيقاه من بيئته، وعمقها أكاديمياً، و كان له جهود مثمرة في تكوين الفرق الموسيقية لقناعته بأهمية تنشئة الكوادر التخصصية، إنه الموسيقي مهدي إبراهيم الذي يحمل صفتين فنيتين في نقابة الفنانين – فرع طرطوس: عازف، وملحن، وله نظرة خاصة في عالم الموسيقا من خلال ما قدمه لهذا الفن وما أغنى به الحركة الموسيقية السورية وما قدمه من المؤلفات والأبحاث المفعمة بالحداثة، والغزيرة بالمعلومات المفيدة. حول مسيرته الموسيقية – جريدة الوحدة – التقت الموسيقي مهدي إبراهيم ، فكان الحوار الآتي:
– حدثنا عن بداياتك مع الموسيقا العربية؟
تعلقت بالموسيقا العربية بشكل خاص والشرقية بشكل عام من خلال بيئتي التي عشت بها وترعرعت في كنفها … والتي كانت مفعمة بالموسيقا والأغاني الراقية ومعتقة بالتراث الموسيقي والغنائي، الأمر الذي دفعني وبشكل كبير للتعلم على آلة العود التي أحببتها وكان صداها في مسامعي، تعلمت وبشكل شخصي وكان عمري (١٣) عاماً وكان هذا الأمر إضافة وميزة على تميزي بدراستي،. كنت أعطي وقتاً للتذوق الموسيقي والاستماع إلى الموسيقا الراقية بقوالبها الموسيقية والغنائية وتعمقت بدراسة هذه القوالب من خلال التذوق الموسيقي الذي أعطيته اهتماماً خاصاً، وبعد حصولي على الشهادة الثانوية التحقت بالمعهد الموسيقي في دمشق لأتابع دراستي الموسيقية على يد أساتذة كبار وأصحاب خبرة وأعتز بهم هذا بشكل عام ، وأما دراستي الخاصة كانت على يد الأستاذ المرحوم عدنان أيلوش الذي أعطاني ولم يبخل رحمه الله ، أخذت عنه الأصول في علم المقام والإيقاع وقواعد الموسيقا الشرقية، وتابعت البحث العلمي المعمق في رحاب الموسيقا الشرقية وبدأت التأليف والتلحين في مجالاتها وقوالبها الغنائية: القصيدة.. الطقطوقة.. الموشح.. الدور.. الأغنية بكل أشكالها، وكذلك كان الأمر بالنسبة للقوالب الآلية الشرقية في مجال السماعي واللونغه والمقطوعات الموسيقية التصويرية.
– ما أهم أعمالك الغنائية والموسيقية ومشاركاتك في المهرجانات المحلية والعربية؟
شاركت منذ العام ١٩٨٣ بمهرجانات المالوف في الجزائر وتونس عندما كنت عضواً في الفرقة الشرقية للعود الحديث بقيادة الأستاذ عدنان أيلوش – رحمه الله – التابعة لوزارة الثقافة، المعهد العربي للموسيقا بدمشق، صبحي الوادي حالياً، ومنذ ذلك التاريخ شاركت بمهرجانات منظمة طلائع البعث واتحاد شبيبة الثورة ونقابة المعلمين، وحصلت على جوائز المركز الأول والامتياز في أغلبها وذلك من خلال ما قدمت من أعمال موسيقية وغنائية، وكذلك مهرجان الأغنية السورية بكل دوراته بعشرات الأعمال الغنائية وحصلت على جائزة الأورنينا الذهبية بالمهرجان الرابع وكذلك المركزين الثاني والثالث في مهرجان الأغنية السورية الذي خصص للأغنية الوطنية، وقد مثلت الجمهورية العربية السورية بمهرجان الأغنية العربية الذي أقيم في دمشق بقصيدة للشاعر العربي السوري نزار قباني وحصلت فيه على الميكرفون الذهبي بصوت المطربة ميراي مصطفى.
– حبذا لو تعطينا فكرة عن أهم الفنانين الذين تعاملت معهم؟
سجلت لصالح إذاعة دمشق ما يزيد عن ( ١٧٥) لحناً غنائياً وموسيقياً لأهم الأصوات السورية أذكر منهم: سمير سمرة- سمر بركات- برهان قصير- كنانة قصير- أحمد الأحمد- ميراي مصطفى- إيناس لطوف- نوال سمعان- علاء الصالح- نجاة عاصي– هالة محمد- رلا ورد – سهر أبو شروف والمرحوم حسان عمراني- وضاح إسماعيل – فاتن صيداوي- سوار الشرق، من الجزائر وميشلين بيطار.
– ماذا عن مجال البحث والتأليف الموسيقي الذي قدمت فيه العديد من المؤلفات التي أغنت الذائقة الموسيقية؟
في مجال البحث الموسيقي وضمن سلسلة العلوم الموسيقية ألفت مجموعة من الكتب أهمها: مبادئ العلوم الموسيقية والأصول والفروع في الموسيقا العربية وتعليم العود والكمان والبيانو ومجموعة من النوت الموسيقية لأهم الأعمال الموسيقية الغنائية العربية وكذلك كتاب الموشحات الذي تضمن ما يزيد عن (١٠٠ ) موشح من كلماتي وألحاني.
– ما الفرق الموسيقية التي قمت بتأسيسها وما أهمية هذه الخطوة في تنشئة الكوادر التخصصية؟
شكلّت العديد من الفرق الموسيقية الغنائية أهمها فرقة عمريت للموسيقا العربية التابعة لوزارة الثقافة – مسرح طرطوس القومي عام ٢٠٠٧م ولم تزل حتى تاريخه وكذلك فرقة نقابة المعلمين فرع طرطوس منذ العام ٢٠٠٠م ولم تزل حتى تاريخه، كما كلفت بقيادة الأوركسترا كلية التربية الموسيقية في جامعة البعث عام ٢٠٠٨ وقمت بتدريس مادة الغناء العربي في المعهد العالي للموسيقا بدمشق٢٠٠٧ وكذلك كلفت بتدريب فرقة الآلات التقليدية وكنت المدير المؤسس للمعهد العربي للموسيقا في طرطوس لمدة أربع سنوات دراسية كاملة.
– لك مساهمات في مجال تأليف وتقويم مناهج مادة التربية الموسيقية من خلال عملك، فما هي ملاحظاتك حول هذا المنهاج وما الآلية التي يجب اعتمادها لتطوير هذه المناهج؟
فيما يخص مناهج التربية الموسيقية فقد عملت مع فريق التقويم والتأليف لهذه المناهج منذ البداية وحتى الانتهاء منها العام الماضي، وتعد هذه المناهج من أهم الخطوات التي قامت بها الوزارة لسببين: الأول أنها وحّدت العمل في تدريس المادة على مساحة الوطن وهذا شيء مهم لأن الارتجال كان هو السائد سابقاً، ولذلك كان لابد من وضع منهاج يضع حداً لهذا الارتجال، وثانياً أعطى خيارات متعددة للعاملين في تدريس المادة من خلال التنوع في المواضيع الاختصاصية التي تضمنتها المناهج من أغانٍ وأناشيد ودروس تذوق وتاريخ تساهم في إعداد جيل مثقف موسيقياً وبالتأكيد سيتم العمل على تطوير هذه المناهج كلما دعت الضرورة.
– كلمة أخيرة حول دور الموسيقا وأهميتها اجتماعياً وتربوياً؟
الموسيقا ركيزة أساسية في بناء المجتمعات والعمل الدؤوب لإعداد جيل مثقف موسيقياً بالتأكيد سيكون له حضوره في بناء مجتمع مميز والقول المشهور في هذا المجال يؤكد ذلك: إذا أردت أن تتعرف على حضارة شعب فادرس موسيقاه، وتقع على عاتق العاملين في هذا المجال الارتقاء بالذوق العام من خلال ما يقدم لإعداد جيل موسيقي مؤمن بوطنه ومتعلق به وهنا أشير إلى أن تراثنا الموسيقي غني جداً ويمكن تطويره والبناء عليه للوصول إلى ما نطمح إليه جميعاً.
ريم ديب