دعونا نتنفس..

العـــــدد 9312

الخميـــــــس 14 آذار 2019

 

من منا لا يبحث اليوم عن مصدر دخل يساعده على تأمين بعض من الحاجيات الأساسية وخاصة في ظل الظروف المعيشية الصعبة التي نعيشها اليوم، ولعل زراعة الدخان هي أحد أهم مصادر دخل أهالي الريف بل وتشكل عند البعض المصدر الرئيسي للعيش لكن هذا العام له طابع مميز فقد تفاجئ معظم المزارعين بالقرارات الجديدة بدءاً من منع الخص الجديدة وصولاً لتخفيض الكميات التي سيتم أخذها من قبل ولنقل شكوى هؤلاء المزارعين للجهات المعنية كانت لنا اللقاءات الآتية:
* يقول السيد أبو شادي أحد المزارعين نحن عائلة ككل العائلات الريفية نعتمد على زراعة التبغ لنتقدم خطوة إلى الأمام ولمساعدة أبنائنا في تكوين حياتهم على الرغم من أن صحتنا لم تعد كما كانت إلا أن (مجبراً أخاك لا بطل) وفي هذا العام تفاجئنا بتخفيض الكمية التي سيتم أخذها من قبل المؤسسة وعند سؤالنا عن السبب لم نحصل على الإجابة، إلا من بعض الأشخاص الذين قالوا أنه سيتم إعطاء محافظة درعا حصة كبرى هذا العام وبالتالي سيتم تخفيض المساحات المزروعة في الساحل وذلك بحجة أن العام الماضي وبسبب الرطوبة الشديدة والتي لم يسبق وأن حصلت كانت الجودة أقل من سابقتها ولكن هذا ليس بيدنا إنه كما تنين البحر وكما العواصف التي تضرب بعض الأماكن، فهل سيبقى أهالي الريف والساحل محاربين دائماً سواء كان في البرتقال سابقاً واليوم في الدخان (لم لا تدعونا نتنفس).
فيما تقول أم إبراهيم العام الماضي قمت بتجربة صغيرة على زراعة الدخان وكوني لست موظفة ولدينا راتب تقاعدي فقط فقررت زراعة الدخان لتكون معيل لنا في أيامنا الصعبة ولكن للأسف تم إيقاف الرخص الجديدة ولأسباب مجهولة.
كذلك يقول أبو سمير أحد المزارعين لن نتكلم عن سوء الأوضاع المادية لأن ذلك بات من الأشياء البديهية ولكن ماهي الأسباب التي دفعت المؤسسة لتخفيض الكمية التي سيتم شراؤها أو عدد الدونمات فكل شخص كان لديه رخصة بزراعة أربعة دونمات مثلاً تم تخفيضها لثلاثة أي تم تخفيض دونم لكل مزارع تقريباً باستثناء من يزرع دونمين فقط بقيت المساحة كما هي، إضافة لذلك تم إعطائنا كمية من البذار لا تكفي المساحة المراد زرعها لنبدأ رحلة البحث عن البذور.
وتقول إحدى المزارعات: أنا امرأة توفي زوجي وأعتمد كلياً على زراعة الدخان إضافة لاحتضان بعض الأطفال صباحاً، واليوم وبسبب تخفيض الكمية التي سيتم أخذها أقف حائرة لا حول و لا قوة و أشكي أمري لله عله يمد يد العون.
هي بعض من الحالات الكثيرة المتشابهة والتي أجمعت بأن هذا القرار هو قرار ظالم، وسيكون له يد في جعل الكثير من العائلات تتخبط باحثة عن مصدر رزق يعيلها و أبنائها على ظلم هذه الحياة ولكم الأمر.

رنا ياسين غانم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار