أطفالنا والعطلة الصيفية.. فرصة لتشكيل صداقة مع الكتاب والقراءة

الوحدة 4-8-2021

 

 

رغم أن العطلة الصيفية تعدّ فرصة طيبة لممارسة هواية القراءة فإن هذه الهواية يجب أن تلازم الطفل طوال أيام السنة حتى أثناء الدراسة، فالعديد من الدراسات التربوية تؤكد أهمية القراءة في تشكيل وعي الطفل، واتساع ثقافته، وتكريس القيم والأخلاق الإنسانية لديه، كما أنها تمده بالمعاني والصور الذهنية، والألفاظ اللغوية، وتحويل الأشكال المجردة إلى أشكال ذات معنى ومغزى لغوي، ومن هنا تأتي أهمية اختيار الكتب التي تناسب الأطفال على اختلاف أعمارهم، وإن كنا نتساءل كيف يمكننا اختيار كتاب يناسب أطفالنا، فهذه بعض الآراء التي تلقي الضوء على أساسيات هذه الخطوة الحيوية والهامة في حياة أطفالنا:

– وجهة نظر تربوية حول أهمية القراءة وفوائدها قدمتها لنا المرشدة الاجتماعية سمر كيوان قائلة : القراءة والسفر عبر الصفحات ليست من الأمور الخاصة بالكبار فقط. فإذا أردنا أن ننمي مواهب أطفالنا الثقافية فلابد من البدء معهم منذ الطفولة المبكرة. فينبغي ـ بجوار توفير المتطلبات المادية التي تبني وتغذي أجساد أطفالنا ـ تهيئة الظروف الأسرية والبيئية التي يسودها الاستقرار النفسي والاجتماعي، الباعثة على تغذية وتنمية ملكات التثقف والاستيعاب والثراء الفكري. فكُـتب أطفالنا كأطعمتهم، وعمليات تربيتهم وتنشئتهم ـ المباشرة وغير المباشرة ـ يلزمها تعهدهم بالحب والرعاية، ومتابعة أنشطتهم العلمية والتعليمية، واستثمار وتوجيه أفكارهم لحسن التحكم في سلوكياتهم. فالطفل نتاج وراثته، وهو ابن بيئته، فباستثمار هذين الجانبين نحقق لأطفالنا نمواً بدنياً ونفسياً وعقلياً وفكرياً صحياً وسليماً.

الصديق  معاذ الحسيني  –  الصف السابع  قال : أحب اختيار الكتب العلمية التي تتحدث عن الاختراعات والفضاء ، وأنا أهتم بموضوع الكتاب أكثر من شكله  لأن المعلومات الجديدة التي تقدّمها الكتب هي الأهم لي. وعن اختيار الكتب لأطفاله قال والد الصديق معاذ : أطفالي هم من يختارون كتبهم، والكتب الموجودة في المكتبات هي بالعموم جيدة وبسيطة سواء من حيث المواضيع أم حتى في الأسلوب ، وبالنسبة لي كأب يهمني أن أختار لهم كتباً وقصصاً تحمل بالدرجة الأولى مضموناً تعليمياً وتربوياً أخلاقياً.

الصديقة سراب الجهني – الصف السادس قالت :  أحب الكتب التي فيها الكثير من الصور والألوان وأحب القصص كثيراً. ودور الأهل في الاختيار حاضر من خلال التواجد معنا في المكتبات بغية اختيار الأنسب والأفضل لنا , وهذا ما أكدته والدة الصديقة سراب : طبعاً أقوم بدور الرقابة على الكتب وأتدخل باختيارات ابنتي لها، وما يلفت نظري شوق طفلتي للكتاب ومتابعتها الجيدة له، طبعاً مع إعطاء هامش من الحرية باختيار ما تشاء منها، وأنا كأم حريصة جداً أن تتابع ابنتي كل أنواع الكتب حتى لو كانت تحمل طابعاً ترفيهياً.

الصديق كرم الحاج – الصف السابع – قال : اختار كتباً  غنية بالمضمون  ووالدي يتقبل فكرة  أن يشتريها لي لأنه سيشرح لي ما يصعب علي فهمه ،على حين كان رأي والد الصديق كرم  : بأن كتب الأطفال تتجه في معظمها  نحو الأدب والقصة، والنوعية العلمية والتعليمية قليلة، ومن الطبيعي أن أختار أو أتدخل باختيار الكتب لأطفالي وحتى لو كان الكتاب لا يناسب فئته العمرية فالمعرفة هي ما أسعى أن يحصل عليه أولادي وهي ما تهمني بالدرجة الأولى.

بقي للقول: تشير الدراسات التربوية إلى أنه من مميزات القراءة أنها تدرب العقل على مهارات التركيز و الخيال، ومن خلالها يستثمر الطفل قدراته ، ويلبي رغباته وحاجاته التعليمية، كما تتميز بأنها سهلة الانتقال حيث يمكن للطفل أن يأخذ كتبه إلى أي مكان يذهب إليه،  لذلك إذا ربينا الطفل على أن المكتبة تعد حياة ومصدر غذاء مهم للعقل لا يقل أهمية عن الطعام والشراب، فإنه ينمو في كامل حيويته الذهنية والنفسية والفكرية، خاصة أن القراءة تشبع حياة الطفل وتثري خياله كما أنها وسيلة للترفيه والمتعة معاً ، وتساعده مستقبلاً على البحث العلمي لأنها تعد مصدراً جيداً للمعلومات المختلفة والخبرات المتعددة.

فدوى مقوص

تصفح المزيد..
آخر الأخبار