الفطر.. أبواغ شاردة في الطبيعة دجنتها منشأة الساحل

الوحدة : 25-7-2021

زراعة الفطر زراعة مستحدثة في بيئتنا، دخلت على خط الزراعات الاقتصادية مؤخراً نظراً لما توفره من مردود اقتصادي كبير، مع الإشارة إلى أن هذه الزراعة لازالت في حدودها الضيقة نظراً لتكاليف الإنتاج العالية، والحاجة لبناء منشآت مجهزة، وفي الجانب الآخر فإن التسويق غالباً ما تعترضه المصاعب نظراً لعدم قدرة الغالبية من الناس على شراء هذه المادة، لذا يبحث المنتجون عن أسواق للتصريف بعيداً عن بيئتهم المحلية، ولعل أكبر المنشآت في بيئتنا الساحلية لإنتاج وتسويق الفطر هي منشأة الساحل  للأخوين إيفان وآدم عباس.

 صحيفة الوحدة  زارت هذه المنشأة واطلعت على حركة العمل ومراحل الإنتاج التي حدثنا عنها السيد آدم عباس مجيباً عن أسئلتنا المتصلة بذلك..

بداية أشار عباس إلى أن افتتاح منشأة الساحل تم منذ عام 2006 حيث كانت تتألف من غرفة واحدة في البداية، وقد بدأ العمل في البدايات بظروف صعبة كون الفكرة جديدة وهذه الزراعة غير منتشرة في سورية ولا يوجد خبراء مختصون بها، أما اليوم فالمنشأة تتألف من ٦ غرف لإنتاج الفطر بالإضافة إلى براد لحفظ المنتج وبراد خاص للبذور وصالة للتوضيب والتغليف.

وحول طريقة زراعة الفطر قال السيد آدم عباس موضحاً: إنها  عملية خلط قش القمح مع السماد الطبيعي حيث نقوم بتخميرها عدة أيام ومن ثم تبدأ مرحلة البسترة والتعقيم للخلطة، وبعدها نقوم بإضافة بذور الفطر ونقوم بتعبئتها بأكياس نايلون  معقمة وتوضع داخل غرف الحضانة لمدة  ١٥ يوم تقريباً .. و أخيراً يتم فتح الأكياس وتغطيتها بالتورب الخاص بالفطر.

ولفت عباس إلى أن عملية حفظ الفطر بعد قطافه تتم في عبوات بلاستيكية ومغلفة بالورق لسحب الرطوبة وأيضاً عبوات كرتونية خاصة للتصدير وبعبوات أحجام مختلفة من ٢٥٠ غراماً حتى ٤ كغ ويحفظ بدرجة حرارة ٢°

وتابع السيد آدم عباس حديثه مشيراً إلى أهمية التعقيم في زراعة الفطر وقال:  يعتبر الفطر من المحاصيل التي تحتاج الى درجة عالية من التعقيم والنظافة لأنه عند إصابته بأي مرض لا نستطيع علاجه، لذلك الوقاية هي أساس نجاح هذه الزراعة، وتتم عن طريق تعقيم غرف الإنتاج بالبخار بدرجة حرارة ٧٥ درجة مئوية والمحافظة على نظافة العمال داخل المنشأة.

وعن كمية الإنتاج قال : إنتاجنا اليومي وصل حالياً الى ٤٠٠ كغ يومياً وينخفض الإنتاج حسب توفر المواد الأولية وخاصة البذور.

وتابع السيد آدم عباس حديثه قائلاً:  يعتبر الفطر من المنتجات غالية الثمن مقارنة بباقي المنتجات ويعود ذلك إلى ارتفاع تكاليف إنتاجه.

ونقوم بتسويق الفطر إلى جميع المحافظات وبأسعار مقبولة تناسب الجميع، أما الفائض من الإنتاج نقوم بتصديره إلى بعض الدول المجاورة (الإمارات، لبنان، الكويت) ويلاقي رواجاً واستحساناً من الموردين في هذه الدول كون منشأتنا أصبحت مصدر ثقة لهم من حيث الفرز والتغليف والتوضيب.

وعن  أبرز صعوبات العمل في مجال الفطر يقول عباس إنها  الحاجة المستمرة إلى الكهرباء وبدون انقطاع لأن الفطر يحتاج إلى درجة حرارة ثابتة ونسبة كربون يجب أن تبقى ضمن الحد المسموح.

وبسبب وضع التقنين الكهربائي نحتاج إلى محرك ديزل (مولدة كهربائية) تعمل على المازوت ونضطر إلى شرائه بأسعار مرتفعة لتأمين التشغيل المستمر، وفي المرتبة الثانية يأتي ارتفاع الرسوم الجمركية لبذور الفطر، لذلك نسعى حالياً لتخفيضها عن طريق التواصل مع وزارة الزراعة لمتابعة الموضوع مع الجهة المعنية بالأمر.

 وختم السيد آدم عباس حديثه لافتاً إلى استمرار العمل على توسيع المنشأة وقال: حالياً نقوم بعمل توسع للمنشأة بمساحات إضافية أكبر و٦ غرف إنتاج اخرى ليصبح المجموع( ١٢ ) غرفة إنتاج، فيصبح بمقدورنا تصدير كميات أكبر وفتح أسواق خارجية لدعم الاقتصاد المحلي بالقطع الأجنبي. 

ونعمل أيضاً على تجهيز قسم خاص لتعليب الفطر بدون مواد حافظة وستكون هذه  خطوة جديدة ومميزة على مستوى سورية والدول المجاورة.

ياسمين شعبان

تصفح المزيد..
آخر الأخبار