كيف ينجح الزواج أو يفشل؟

الوحدة : 25-7-2021

من يطلع على كتب (الوعظ) الزوجي، يدرك أن كل من يؤلفون تلك الكتب، تتلمذوا على يد (شيخ واحد) فكلهم يزعمون أن سر الزواج الناجح يكمن في الحوار ثم الحوار، وهم يكررون ذلك على نحو ممل ومزعج.

المبالغة في أهمية الحوار تنبع من أفكار سطحية، وإذا كان الحوار بهذه الأهمية، فإن أهميته لا تقتصر على العلاقة الزوجية فقط ، فالحوار مهم أيضاً مع بائع الأحذية، مثلما هو مهم لمدير شركة، كما أنه مهم لمن يعيش حياة زوجية حافلة بالخلافات والتفاهمات، والحياة العائلية يجب أن تكون (طاولة حوار) مثلما هي طاولة أكل، وعند الحديث عن السعادة الزوجية، واحتمالات الطلاق، فإن البراعة في الحوار تدخل في خانة (الذكاء العاطفي) أي البراعة في اختيار الألفاظ والكلمات التي لا تعبر عن المشاعر بدقة، ولاكتشاف سر الزواج التعس، أو السعيد، لابد من (مختبر الحب) لدراسة مئات الحالات، ودرس كل الإشارات المرئية وغير المرئية لأزواج في مقتبل حياتهم العائلية، وآخرين في منتصفها، للوصول في النهاية إلى ما يسمى (مؤشر الطلاق) منذ السنة الأولى زواج، ويقال إن استخدام المؤشر بنجاح يحتاج إلى مهارة في التحليل، لا تخلو من بعض التعقيدات.

وقد سئل مؤلف كتاب (لماذا ينجح الزواج أو يفشل)؟ فأجاب مبتسماً: هل يمكن لرحل ينسى اسم أحد أطفاله، بحجة أنه مشغول، أن يكون زوجاً مناسباً؟

وهل يمكن لأحد أن يتوقع للحياة الزوجية لمثل هذا الرجل غير الطلاق؟

ويرفض المؤلف في كتابه المزاعم التي تتحدث عن أسباب الطلاق، ويقول إن الخيانة الزوجية لم تكن، وليست بأي حال، سبب كل حالات الطلاق، ودلل على ذلك بالقول إن الأزواج الذين لا يخونون شركاءهم، ربما يكونون أكثر عرضة للطلاق من أولئك الذين (يتلاعبون)  قليلاً ثم يكتشفون أن عليهم العودة إلى الطريق القويم.

أما مسألة الحوار، فهي أكذوبة كبرى في عالم الزواج، لأن الناس لا يتحاورون بل يتصايحون، ثم يخرج الرجل إلى النادي أو إلى أصدقائه، وتخرج المرأة إلى المول ثم يعودان وكأن شيئاً لم يكن، لكن النفوس تظل ملبدة بمشاعر الاستياء، فإما أن يعتادا ذلك الوضع حتى النهاية، وإما أن يستسلما عندما يطفح الكيل فيقع الطلاق!

لمي محمد معروف

تصفح المزيد..
آخر الأخبار