المسرح السوري بين المد والجزر في ندوة فكرية

الوحدة: 19-7-2021


وسط حضور كثيف ملأ صالة الجولان أقام اتحاد الكتاب، فرع الرقة، بالتعاون مع فرع اللاذقية ندوة حملت عنوان المسرح السوري بين المد والجزر، شارك فيها نخبة من الباحثين بهذا الشأن، ونظراً لأهمية الندوة نسلط الضوء على أهم ما جاء فيها من محاور و أفكار، و البداية كانت مع الدكتور حمدي موصللي، رئيس فرع اتحاد الكتاب بالرقة: أردنا من عنوان الندوة الحديث عن مسيرة المسرح السوري، والتي تزيد عن مائة وسبعين سنة، وعبرنا عن المد بالنشوء والتطور والارتقاء بهذا المسرح، وعن الجزر بالتراجع والانحسار.

أ- فترة جيل الرواد

وهي مرحلة النشأة (1847-1919) الفترة الأولى لبداية التأصيل لمسرحية عربية حديثة، والدعامة الأساسية للاتجاه القومي الذي لم ينه إنجازه بعد، وفيها ثلاثة روافد: البخيل لمارون النقاش، والرافد الثاني: أحمد أبي خليل القباني الذي استلهم معظم عروضه من التراث الشعبي، الرافد الثالث: يوسف نعمة الله الذي استفاد من تقنيات المسرح العالمي شكلاُ ومضموناً، خاصة أنه كان يجيد عدة لغات أجنبية.

ونوه د .حمدي إلى هجرة المفكرين والمسرحيين إلى مصر بسبب الاستبداد والقهر العثماني، ثم تحدث عن فترة ما بين الحربين، الانطلاق والتميز (1919-1950) وللمرة الأولى ظهر اسم ممثلة: نهدية سلام في إعلان مسرحية وعملت المرأة في التمثيل، كما تحدث عن ما قبل المسر ح الرسمي، والأندية والفرق المسرحية وعن تأسيس المسرح الرسمي، وختم د. موصللي محاضرته بالحديث عن مرحلة الصعود والبحث عن الذات (1960-1990) وعن مرحلة الانحسار و التراجع.

الدكتور: محمد حرفوش

تحدث د. محمد بداية عن أثر الثقافة الوافدة خلال الانتداب الفرنسي، وعن افتتاح مسرح (شناتا) 1927 ضمن المقهى الذي يحمل الاسم ذاته، والذي شكل نقطة تحول على صعيد فنون الفرجة في اللاذقية، واستقباله لفرق عديدة مثل: فرقة فاطمة رشدي ونجيب الريحاني، أم كلثوم و….. وتم تشكيل نوادي النشاط الاجتماعي بحراكها الثقافي، وكان من الرواد آنذاك الفنان جرجي بولص الحاج وللمرة الأولى تم إشراك العنصر الأنثوي في العروض (ماري حنا تومات) مما كرس نقلة نوعية في الحركة المسرحية وتحدث أيضاً عن الأندية الفنية والجمعيات الأهلية، والتركيز الواضح على الكوميديا الناقدة، إضافة إلى المسرح الجاد المكتوب بالفصحى، والذي يتناول موضوعات كونية، وكان زياد العجان يكتب الفقرات الفكاهية الناقدة باللهجة المحكية، وأشار د محمد إلى مسرح الهواء الطلق وانطلاقته من كسب وكان المسرحي أحمد بنشي رائد هذا المشروع في نهاية فترة الخمسينيات، وتواصل زخم الحركة المسرحية فترة الستينيات، وبرز العنصر الطلابي والمسرحيات الفلسطينية، في فترة السبعينيات نشطت المهرجانات المسرحية، وختم د. حرفوش مداخلته بالحديث عن فرقة نقابة الفنانين، وتأسيس المسرح القومي، وعن رفع مشعل الحركة المسرحية في جامعة تشر ين بإشراف د. محمد بصل/1994-2002/ ترافق ذلك مع دخول مخرجين أكاديميين محليين مثل لؤي شانا وسلمان شريبا.

الدكتور  محمد بصل، رئيس فرع اتحاد الكتاب باللاذقية

استهل د محمد حديثه بتعريف المسرح من كلمة لاتينية (تياتر)، المكان الذي يرى منه، والمسرح مشتقة من (سرح) أي المكان الذي  تسرح إليه الدواب لذلك بعض الرواد الأوائل لم يستسغ هذه اللفظة و استبدلها بلفظة (مرسح) وأشار د .محمد إلى خطورة فن المسرح، وهذا ما جعل بعض الشعوب حتى الغربية منها تحاول إعاقته فدائماً هناك صراع بين المسرح و السلطة. وأكد د. محمد أن المسرح عرف عند الشعوب الأخرى منذ قرون طويلة، أما عند العرب فكان غائباً حتى منتصف القرن التاسع عشر من خلال بعض العرب الوافدين العائدين من الغرب إذ كانوا مبهورين بما شاهدوه من مسارح بالغرب، فحاولوا أن يقدموا مسرحاً يحاكي ما شاهدوه لذلك معظم المسرحيات المقدمة بهذه الفترة كانت مترجمة، كما تحدث عن أبي خليل القباني أحد رواد المسرح وتجربته البسيطة التقليدية، فيها الكثير من المحاكاة لمسرح الغرب، فلم تكن معمقة ولا إبداعية ولا غنية، لكن التجربة في وقتها كانت عظيمة، فيها جرأة وإقدام، لكنه اصطدم بموضوع تواجد النساء على خشبة المسرح مما اضطر به الأمر إلى تأدية الرجال لأدوار النساء، وأوضح د. محمد  أن كل نص مسرحي لا يحمل في طياته سمات العرض فهو ليس مسرحاً، ودعامتا المسرح: النص والعرض المسر حي،  وأن فترة ازدهار المسرح السوري الفكري بعد 1967 وختم د محمد حديثه بقوله: المسرح حي وسيبقى وخلال فترة الأزمة ورغم الظروف قدمنا كمسرح قومي عشرات المسرحيات.

رفيدة يونس أحمد

تصفح المزيد..
آخر الأخبار