كي لا يحدث ما لا تُحمَد عقباه؟!

الوحدة: 15-7-2021

في كل مناسبة فرح، أو حزن، يعبر بعض الناس فيها عن مشاعرهم بطرق شتى، ومنهم من يصر على إطلاق الرصاص العشوائي في الهواء، واستخدام العيارات النارية المختلفة، مهما كان الحدث عابراً.

 وللأسف، هذه العادة السيئة، على الرغم من تسببها أحياناً بوفاة ضحايا أبرياء، وقد يكونون من الأقارب، أو الجوار.. فهي تحدث في معظم المناسبات على اختلاف أنواعها، ومنها ما يجري حتى في حالات غمرة الفرح بنتائج امتحانات الشهادات العلمية، إذ يتحول الفرح إلى حزن لدى العديد من العائلات، نتيجة فقدانهم لأفراد من أسرتهم. وهاتيك الحالات المأساوية المؤسفة، تحدث مراراً وتكراراً.. وبالأمس القريب، عندما صدرت نتائج الثانوية العامة، حصدت رصاصات طائشة أرواح بعض الأبرياء هنا وهناك، وكذلك أيضاً الأمر نفسه، تكرر حدوثه عقب صدور نتائج شهادة التعليم الأساسي!

وبيت القصيد: لماذا نستخدم الرصاص للتعبير عن الفرح، وهل يعقل أن يكون الفرح ناقصاً من دونه؟

وحريٌّ بنا، أن نمتلك الوعي الكامل للتوقف عن هكذا تصرفات سلبية ناشزة، لها نتائجها الكارثية، التي لا تحمد عقباها.

 ولذلك، ينبغي أن نكتفي بالمباركة والتهنئة، أو الاحتفاء فرحاً وسروراً بأي شكل من أشكال الابتهاج، حتى بالرقص الهادئ على أنغام الأغاني الراقية..

 ويبقى السؤال: هل يحب أحد منا أن يقتل واحداً من أهله، سواء من أفراد أسرته، أو أقاربه، أو جيرانه، أو أياً كان من المارة في حيه، أو مجتمعه، حتى ولو حدث ذلك بالخطأ، نتيجة رصاصة طائشة في الهواء، انحرفت عن مسارها لسبب أو لآخر، فتسببت بقتل نفس بريئة، جراء طيش البعض، وانعدام الإحساس بالمسؤولية لديهم..؟!

والخلاصة، متى ندرك أن تلكم الأخطاء الرعناء والمتهورة، ينبغي أن يتوقف أصحابها عن ممارساتهم السلوكية الخاطئة والفادحة لها ، ويكون الرادع الأساسي لهم ولأمثالهم، هو الوازع الأخلاقي والوجداني، والناموس الاجتماعي والوطني، والضمير الحي الإنساني، ما يعكس صورة حضارية زاهية عن هكذا مجتمع متقدم..؟!

الحسن سلطانة

تصفح المزيد..
آخر الأخبار