دوّار أخضر وحديقة مريضة تضم طُهر الخلق وعزة الوطن- فديو

http://youtu.be/mQnNOauCrWs

الوحدة : 25-6-2021

يُقال إن الطبيعة هي مجرّد وسيلة رمزية بسيطة أهداها الخالق لعبده فقط، كي يأخذ من خلالها فكرة عن الجنة، وفي وقتنا الحالي هناك بلاد كانت عبارة عن صحراء قاحلة، تحوّلت بقدرة قادر وفي زمن قياسي إلى واحدة من أجمل بقاع الأرض، وغالباً في جميع بلاد العباد القريبة والبعيدة يكون معيار جمال المدن هو حدائقها وطرقاتها، فعبر هاتين يرتسم في العقل والذهن جمالية المكان، والغالبية لا يعتبرون أن الجمال والرُقي هو من خلال البناء الزجاجي الضخم وكذلك الشوارع التي لا ترى نور الشمس بسبب ارتفاع أبنيتها التي تلامس السحاب، وعلى العكس فقد توجّه عشّاق السياحة في العالم إلى راحة العين والروح أولاً وهما لا تتواجدان سوى برونق الطبيعة الأخضر الذي يعطي الانطباع الأوحد بالطاقة الإيجابية والجمال كذلك توفير الهواء النقي الذي يريح النفس ثانياً.

ندخل في المهم عبر مدخل لاذقيتنا التي نُحب وأول انطباع عند الدخول إلى المدينة هو دوّار الجامعة، حيث جمالية المكان ورونق الخضار، هو عبارة عن منحوتة طبيعية بكل مكوناتها تُبهر عين الناظر، صانعو جمال ذلك الدوّار أياً كانوا نجحوا بالاختبار إذ أنهم يمتلكون ناصية العمل والتحكّم بصناعة الألق عندما يريدون، تلك المروج الخضراء الندية المتعرّجة بفعل واقع المكان تعطي الناظر فرحاً وأملاً سرعان ما يتلاشى عبر الحديقة المقابلة تماماً والأكثر أهمية وروحانية بسبب احتضانها صور صنّاع النصر وقائدهم، هناك وقع الجفاف والتصحّر البيئي، مروج ومدرّجات أصابها الريقان، تلك الحديقة وأعشابها تشتهي الحصاد لم يبق سوى أشجار الصنوبر المقاوم، ويتشابه الوضع مع بداية منصف دخول المدينة، حيث نال هذا المكان القليل من العناية العمرانية، هي مُهملة فاقدة للخضار تماماً تضم السارية الأقوى التي نحب، السارية التي حاربت حوالي ٩٠ دولة حاقدة، ألوانها ونجمتاها هزّت عروش وقصور عالمية، هنا يجب الاهتمام والرعاية، هنا يجب أن تكون جنّة الأرض، حول صور هؤلاء الشهداء والعلم العظيم الذي من أجل رفعته وكرامته قضوا، الشارع هو الفاصل الوحيد بين تلك الرقعتين الخضراء الندية والصفراء المهملة، علماً أن هذه الحديقة كانت ملجأ للكثيرين الهاربين من الحجر المنزلي طوال اليوم حيث يلتقطون داخلها جزءاً من أنفاسهم، لكن لسوء الحظ فقد توقّف الزمن هنا عند نهاية الدوّار، ولم يبق ضمن آليات البلدية وقود لاستكمال العمل وانتهى الدوام الرسمي لهؤلاء العمّال، ونحمد الله لعدم وصول الأفاعي وتمدّدها لأن موطنها موجود وملائم، كما أن المنطقة المقابلة وهي الزقزقانية بالإضافة إلى سرافيسها المُحدثة التي شرّعت الدخول ضمن هذه الحديقة أعطت المنطقة أهمية أخرى عبر بوابة شبه عادية من الممكن تهذيبها والقيام بتوسيعها مع الطريق الضيّقة الخطيرة كونها أصبحت امتداداً للتجمّع السكاني الكبير في تلك المنطقة والمناطق المجاورة، ولم يسبق السيف العذل.. لا زال الوقت مناسباً لإعادة الحياة لتلك الحديقة.

سليمان حسين

تصفح المزيد..
آخر الأخبار