الشعوب الحية تمرض لكنها لا تموت

الوحدة 16-6-2021

في ظل الأزمات الكبيرة التي كابدتها الأمم عبر التاريخ، وجدنا أن تلك الأمم التي قامت من الرماد كانت قد قيضت لها إرادة القيامة المباركة قبل كل شيء، ومن ثم ذهنية الإبداع وخلق السبل للنجاة من الواقع الصعب، المركب وبأقل المعطيات المتوفر تحت شعار الشعوب الحية تمرض لكنها لا تموت، لتزهر بقاء واستمرارية من جديد.

في ظل الظروف الصعبة التي نعانيها بفعل الحرب الظالمة، والحصار الشامل الذي فرضته علينا دول الشر الحاقدة، نحن بأمس الحاجة إلى التفوق على أنفسنا عبر ملكات الإبداع والنزعة للحياة التي ميزت السوري منذ فجر التاريخ.

هناك مشاريع صغيرة، وأخرى متناهية الصغر يمكن أن نؤمن بقدراتنا الهائلة على النجاح بها بعد دراستها بوعي و بموضوعية، الأمر الذي يمكن أن يحدث فارقاً هاماً في واقعنا الاقتصادي وبالتالي الاجتماعي للخروج من ظل الأزمات.

تلك المشاريع الصغيرة من حرف صناعية يدوية أو الزراعات المختلفة أو حتى على مستوى تجارات صغيرة متواضعة هي بطبيعة الحال سبيل نجاة حتمي من أي واقع اقتصادي حرج، وربما التقدم إلى مساحات جديدة، رحبة من الانفراج وسعة العيش.

الأمل بالعمل شعار المرحلة القادمة، والنجاح منوط قبل كل شيء بإيماننا اليقيني بهويتنا الإنسانية والحضارية، إيماننا الراسخ بالقيامة المجيدة بعد أن انتصرنا عسكرياً وسياسياً على أعتى وأشرس هجمة وحشية تعرض لها بلد عبر التاريخ الحديث، الأمل بالعمل طريقنا لإعادة الإعمار.. لإعادة بناء سورية الحديثة المتطورة بما يليق بشعبنا.. بما يليق بتضحيات وصمود شعبنا الأبي، الماجد.. وثقتنا بالمستقبل راسخة لا تميد.

نور محمد حاتم

تصفح المزيد..
آخر الأخبار