بعد بلوغ انتشاره العتبة الاقتصادية زراعة اللاذقية تتابع الحملة الربيعية لمكافحة مرض عين الطاووس

العدد: 9310

12-3-2019

بدأت مديرية زراعة اللاذقية حملة المكافحة الربيعية لمرض تبقع عين الطاووس على الزيتون والهادفة إلى الحد من انتشار المرض وتخفيف الآثار المترتبة عنه
وقال الدكتور إياد محمد مدير مصلحة وقاية المزروعات في مديرية زراعة اللاذقية إنَّ هذه الحملة التي تم إطلاقها بناء على موافقة وزارة الزراعة ستكون مجانية حيث ستقدم الزراعة خلالها (الرش والجرار والمحروقات) مجاناً للفلاحين في مناطق الإصابة بالمرض لافتاً إلى الطلب من الفنيين الزراعيين في الوحدات الإرشادية الزراعية حث المزارعين على إجراء المكافحة في بؤر الإصابة والتأكيد على مهندسي القرى الاطلاع على المبيدات المستخدمة والتأكد من كونها ضمن الصلاحية وغير مهربة وإعلام دائرة الوقاية في حال وجود أي خلل من أجل اتخاذ الإجراءات اللازمة بحق المخالفين وذلك وفقاً للأنظمة المرعية مبيناً أن العمل بهذه المكافحة تم بعد بلوغ الإصابة بالمرض المذكور العتبة الاقتصادية التي تستدعي إجراء الحملة الخاصة بمكافحته.

مرض فطري
وأما فيما يتعلق بهذا المرض والخسائر التي يتسبب بها وطرق مكافحته والوقاية منه فقال الدكتور محمد إنَّ هذه المرض يصيب شجرة الزيتون وهو من الأمراض الفطرية التي تنتشر في العديد من دول العالم التي تزرع الزيتون مثل الولايات المتحدة وفرنسا وإسبانيا وغيرها إلى جانب دول حوض البحر الأبيض المتوسط حيث تتفاوت شدة هذا المرض من بلد إلى آخر حسب ملائمة الظروف الجوية لنمو وتطور المرض وأيضاً حسب الأصناف المزروعة ومدى تحملها لهذه الإصابة ناهيك عن مستوى الخدمات التي تقدم للشجرة والظروف البيئية السائدة في منطقة الزراعة مبيناً أن الإصابة بهذا المرض في سورية معروفة منذ فترة طويلة ولا سيما في المنطقة الساحلية لكن هذه الإصابة كانت موضعية ومحدودة ولم يكن للمرض أثر اقتصادي كبير حتى الربع الأول من عام 1984 الذي شهد انتشار المرض بشكل وبائي في منطقة طرطوس والمناطق المتاخمة لها في حمص (تلكلخ) وذلك نتيجة لملائمة الظروف البيئية له من حيث تساقط الأمطار وتوفر درجات الحرارة المناسبة وغياب الخدمات الزراعية ولا سيما من النواحي المتعلقة بالفلاحات الربيعية والخريفية والتقليم والتسميد المتوازن.
خسائر كبيرة
أما عن الأهمية الاقتصادية والخسائر التي يسببها المرض فقال إنَّ تلك الأهمية تنبع من أهمية شجرة الزيتون حيث يصيب المرض أوراق الشجرة مؤدياً إلى سقوطها بشكل كبير وهو ما يعيق عملية تكوين الثمار بشكلها الطبيعي المألوف ويؤدي إلى فقد كبير في المحصول كما ويصيب المرض الحوامل الثمرية مؤدياً إلى تساقطها أو إلى تشوهها مشيراً إلى أن بعض التقارير تبين أن المرض يسبب خسائر في الإنتاج تتراوح نسبتها ما بين 20-25% وأن هذه النسبة قد تزيد عن ذلك بعد الإشارة إلى أن أعراض المرض تظهر بشكل أساسي على السطح العلوي للأوراق وأحياناً على السطح السفلي إلى جانب ظهورها على عنق الورق وحوامل العناقيد والفروع الحديثة ونادراً على الثمار حيث يتم وبعد انقضاء فترة الحضانة وحدوث العدوى بالمرض انتشار الميسليوم في خلية الطبقة السطحية ليتم ونتيجة لتطور الإصابة بدء أعراض المرض بالظهور وذلك بشكل أساسي على السطح العلوي للأوراق وقليلاً على أنصال الأوراق والفروع الحديثة ونادراً على الثمار في حالات الإصابة الشديدة ويشير د. محمد إلى أن بداية المرض تظهر على شكل بقع دائرية الشكل ذات لون رمادي أو زيتوني أو بني غامق وبحجوم مختلفة لافتاً إلى أن الأعراض غالباً ما تتكشف في الشهر العاشر (تشرين الأول) حيث يتلون مركز البقعة بلون أخضر وتحاط بهالة بنية لتأخذ طابعها المميز مشيراً إلى أن المظهر القاتم للبقع يرجع إلى تطور المرض وتكون عدد كبير من جراثيم الفطر حيث يتم وعند توفر الظروف الملائمة لانتشار المرض تزايد عدد البقع وزيادة حجمها لتتحد مع بعضها وتغطي كامل سطح الورقة مؤكداً أن وجود البقع على الأوراق وعلى أعناقها هو السبب في سقوطها كما أن إصابة الأنصال يؤدي إلى سقوط الأوراق بشكل مبكر كما أن هبوب الرياح القوية والأمطار الغزيرة في الخريف والشتاء يؤدي إلى تساقط الأوراق بشكل فجائي لتبدو الأشجار بين ليلة وضحاها عارية من الأوراق أما الثمار فإن إصابتها بالمرض تجعلها مشوهة نسبياً حيث تظهر البقع عليها قبل وصولها إلى مرحلة النضج الكامل علماً بأن الثمار المصابة لا تصل إلى مرحلة النضج الكامل بل تسقط وهي خضراء.

عوامل مساعدة لانتشار المرض
وعن العوامل المساعدة لانتشار المرض فقال د. محمد إنَّها كثيرة ومنها غياب الخدمات الزراعية وإهمال الشجرة من حيث التسميد والتقليم ومكافحة الأعشاب الضارة وإجراء الفلاحات الربيعية والخريفية لها وتوافر الظروف الجوية المناسبة لنمو وتطور المرض مثل الرطوبة الجوية العالية المترافقة مع درجات الحرارة الدافئة ما بين 10-30 مْ كما وتساعد الرطوبة الجوية العالية وخاصة إذا كانت على شكل أمطار خفيفة أو ضباب أو ندى أو هواء مشبع ببخار الماء على زيادة انتشار المرض مع الإشارة هنا إلى أن أفضل فترتين مناسبتين لحدوث العدوى بالمرض هما آذار ونيسان في الربيع وتشرين الأول والثاني في الخريف كما ودلت الدراسات أيضاً بأن درجة الحرارة المثالية لنمو الفطر وتطوره تتراوح ما بين 12-15 مْ أما درجة الحرارة الدنيا فهي 5مْ والعظمى فهي 30مْ حيث يدخل الفطر في طور الكمون أو السكون عندما ترتفع درجة الحرارة عن 30 درجة كما أو الجراثيم الكونيدية للفطر تفقد قدرتها الحيوية بسرعة كبيرة وخلال ساعة واحدة إذا تعرضت لإشعاعات شمسية بدرجة 40مْ.
خطة مكافحة
وحول خطة المكافحة التي يجب تطبيقها لمعالجة المرض قال د. محمد إنَّها تتضمن مجموعة من الإجراءات الزراعية التي تؤدي إلى تقوية شجرة الزيتون وزيادة درجة مقاومتها وبالتالي إلى خلق ظروف غير ملائمة لنمو وتطوير الفطر وانتشاره مبيناً أن هذه الإجراءات تتضمن في الجانب الزراعي إجراء الحراثات المناسبة التي تضمن قلب التربة وطمر الأوراق الحاملة للجراثيم ولأبواغ الفطر وإتلافها وإجراء التقليم المناسب والهادف إلى إزالة الأفرع الجافة والعارية والمصابة بشدة مع حرق بقايا التقليم وإجراء التسميد المتوازن (البوتاسي- الفوسفاتي- الآزوتي) وذلك بهدف زيادة حيوية الأشجار وتحسين ظروف تغذيتها ونموها وكل ذلك بالتوازي مع التخلص من الأعشاب الضارة إن كان من خلال الطرق الكيميائية أو عن طريق عمليات الخدمة التي تؤدي إلى خفض منافسة الأعشاب للأشجار.
أما في الجانب المتعلق بالمكافحة الكيميائية فقال مدير الوقاية إنّها تتطلب المعرفة الدقيقة بدورة حياة الفطر المسبب لمرض تبقع عين الطاووس والظروف البيئية السائدة في كل منطقة مع وجوب تنفيذها عندنا تصبح الظروف المناخية مناسبة لتطور المرض وانتشاره خاصة في فصل الخريف وذلك بهدف حماية الشجر من العدوى بالمرض والقضاء على الجراثيم قبل إحداث العدوى وتطور المرض داخل النسيج النباتي مع الإشارة إلى أن لحسن تنفيذ الرش الوقائي الخريفي في الوقت المناسب دور هام ورئيسي في الحد من انتشار الإصابة والتخفيف من حدة المرض وتطوره خلال فصلي الشتاء والربيع وأن التأخر في تنفيذ هذا الرش إلى ما بعد شهر تشرين الثاني يؤدي إلى انتشار العدوى وتدني فعالية المبيدات المستخدمة.
أما عن خطة المكافحة الكيميائية فقال د. محمد إنّها تتضمن ثلاث رشات الأولى تبدأ في فصل الخريف مع بدء سقوط الأمطار حيث تكون الظروف ملائمة في هذه الفترة لتطور الفطر حيث أن إجراء الرش قبل حدوث العدوى يؤدي إلى تخفيف حدة المرض في فصل الربيع بنسبة 10% أما الرشة الثانية فيجب أن تكون خلال فترة الشتاء إذا ما استمر المرض في التطور والانتشار في حين يكون موعد الرشة الثالثة في فصل الربيع إذا كانت الظروف البيئية والواقع الحقلي مناسبين لاستمرار وتطور الإصابة وانتشار المرض.
وأشار مدير الوقاية إلى أن المبيدات المستخدمة في مكافحة هذا المرض تتركز على محلول بوردو والمركبات النحاسية التي تعتبر من أفضل المبيدات فعالية للسيطرة على تبقع عين الطاووس لافتاً إلى ضرورة إعادة الرش إذا سقطت الأمطار خلال 6 ساعات من إجراء عملية الرش.
إجراءات وقائية
وبعد الإشارة إلى إجراءات مكافحة هذا المرض عرض مدير الوقاية إلى مجموعة من الإجراءات الوقائية التي يمكن اتباعها بغية الحد من هذا المرض مبيناً أن تلك الإجراءات تتضمن اختيار الأصناف المقاومة للأمراض والحشرات وتحفيز الأرض وتهيئتها بشكل جيد من حيث عدد الفلاحات ومواعيدها واتباع التسميد المتوازن والجيد وعدم الإفراط في التسميد الآزوتي والبلدي المتخمر الذي قد يؤدي إلى ضعف مقاومة الأشجار للأمراض والصقيع وذلك إلى جانب قلع الأعشاب الضارة التي تنمو بين الأشجار باعتبارها من العوائل المناسبة للعديد من الأمراض والتي توفر البيئة الملائمة لانتشار هذه الأمراض والعوائل ومنافستها للشجرة على الغذاء والماء وأضاف د. محمد إلى هذه الإجراءات ما تعلق بضرورة إعطاء المقنن المائي المنصوح به لشجرة الزيتون مع الاعتناء بالتقنين وبتعقيم أماكن التقليم والجروح بمعجونه بوردو أو بالشمع وذلك لمنع اختراق المسببات المرضية للجروح المتكونة بالتوازي مع العناية بالقطاف لا سيما وأن الطرق البدائية منه كالضرب بالعصي قد تؤدي إلى إحداث جروح يمكن أن تمثل البوابات التي يمكن أن يدخل لها المرض وأضاف مدير الوقاية إلى هذه الأمور جملة من الإجراءات الأخرى التي قال إنّ اتباعها يمكن أن يقي من هذا المرض الخطير على شجرة الزيتون.

نعمان أصلان

تصفح المزيد..
آخر الأخبار