الانتخابات الرئاسية.. مهجرون من الريف الشمالي ينتظرون يوم ردّ المعروف

الوحدة 25-5-2021

من ريف اللاذقية الشمالي ومن قراه الطيبة الهادئة البسيطة، من روابي غنّاء وجبال زيّنت زرقة السماء، على هذه التفاصيل تمرّ أيام وسنون بسرعة كحلم المتعبين على منطقة ضمّت المكوّن السوري بجميع أطيافه وألوانه، عاشوا سوية غصّة الفُراق وحرقة الأيام وتراب المربى والمعشر، تجمّعوا بعفوية السوري وشجاعته وحبّه وانتمائه لأرضه، وهنا بين الأزقّة والحواري الهادئة تختبئ أوجاع ودموع تم إغلاقها بإحكام تحاكي قِصص وحكايا من الخيال الآدمي ،لكنها قِصص واقعية، أشخاصها من وحي الحياة وهم كتّابها أيضاً ومدقّقي تفاصيلها اللغوية، هم المهجرون من مناطقهم، لكنهم أصحاب الدار أينما حلّوا، هم امتزجوا بواقع وتقاليد هذه المناطق الطيبة الوادعة، حلّت عليهم صبغة وسحنة أبناء البحر الأشداء الغيورين على بلدهم، نعم هذه سورية الجسد الواحد، خليط ومزيج آدمي يتحلّى بالكرامة وحبّ الحياة، السوريون آية بجمال الروح والمعشر، يمتلكون من العلم والمعرفة ذروته، ومن الأدب والأخلاق قمّته، ومن النُبل والكرامة رفعتها.

الوحدة التقت عينات من هؤلاء الضيوف القادمين من الأرياف الشمالية البعيدة، سكنوا طوق المدينة في الدعاتير وسقوبين والأحياء المجاورة لها نستطلع آرائهم حول الاستحقاق الرئاسي المقبل ومدى التفاعل والمشاركة فيه.

– السيد محمد رستم قال: نعم نحن مهجرون لكننا نعتبر أنفسنا في مناطقنا وفي مسقط رأسنا، نحن لسنا غرباء نحن جميعنا أبناء البلد الواحد وسنمارس حقنا في انتخاب رئيسنا وقدوتنا الذي حفظ لنا أرواحنا وحياة أطفالنا، وكلنا أمل بعودتنا إلى قرانا وهذا سيتم على يد القائد الذي لم يستكين لعدو أو مغتصب ،لذلك نحن وذوينا سنبصم بالدم للرئيس الاستثنائي الذي يواجه تلك الوحوش الإرهابية وقادتها العالميين.

– السيد صالح كبيبو متقاعد: نحن من قرى ريف اللاذقية الشمالي ومن قرية الكنديسية تحديداً، كنا نعيش بقرى ذات طابع متنوع إخوة متحابين لم يعكّر صفو حياتنا أي شيء، غير أن الصحوة الجاهلية التي ركب على معتقداتها الإرهاب السلفي الحديث قد عكّر حياة جميع المكونات في تلك المنطقة، وفي ليلة ظلماء حاقدة أصبحت قرانا محاطة بتلك الأشباح الآدمية فقمنا بالنزوح الجماعي إلى الداخل الآمن، حيث خرجنا بلباسنا فقط غير آبهين بأي شيء سوى المحافظة على أرواحنا، لنكوّن من خلال تلك الرحلة والتجمّع القسري ذات الخليط الذي عايشناه عندما كنا بالوظيفة في منطقة الرميلان، كانت مساكننا أشبه ببستان متعدّد الأصناف والألوان، واليوم نحن موجودون موحدون على كلمة الحق الواحدة مرّة أخرى، سنكون أول المشاركين بالانتخابات الرئاسية لنعزّز بذلك الوحدة الوطنية التي جمعتنا في السابق وتجمعنا الآن بممارسة حقنا الدستوري كمواطنين سوريين.

السيد كربيس من كنسبا: ننتظر يوم الانتخابات الرئاسية بفارغ الصبر، نحن على الموعد لنبصم بالدم للرئيس الذي وقف إلى جانبنا، أمّن لنا حياة كريمة، سنردّ له جزءاً بسيطاً من الجميل بعد أن هجّرنا الإرهاب العالمي واستولى على أرزاقنا وممتلكاتنا وهدّم وسرق كنائسنا ،سنجعل يوم الانتخاب مهرجان الفرح الأكبر، سنمارس فيه حقنا الدستوري وحقنا بفرح النصر على قوى الإرهاب والفكر الوثني.

– السيد محمد صبري من قرى جسر الشغور: نحن هنا منذ ثمانية سنوات بأمان الله وأمان دولتنا، في ليلة وضحاها ونحن بأمان واطمئنان استيقظنا على حالة عجيبة بقريتنا، أصحاب الرايات السّود تتنقّل بين المنازل لتجني تأييد البقاء القسري بيننا، لكن هناك فصائل إرهابية أجنبية أخرى لم يرُق لها هذا الفعل فكان الاصطدام ونحن ما علينا سوى الرحيل خلف تلك الجبهات المتصارعة لنأتي إلى الحضن الآمن منجدنا وحامينا، ونحن اليوم سنقول يوم الاستحقاق الرئاسي كلمة الحق بالرجل الذي حمى وجودنا وكرامة أهلنا، سنردّ له جزءاً من معروفه علينا تحت سقف دستور الجمهورية العربية السورية.

– السيد أحمد جمعة من جبل الأكراد: يوم الأربعاء المقبل هو العرس الحقيقي الجامع، العرس الجماهيري الذي يضم كل السوريين الذين يعيشون تحت كنف دولة ديمقراطية بكل ما للكلمة من معنى، ونحن نعي ما نقول لأن هذه الدولة قد ساهمت بحماية أهالي بعض من غُرر بأبنائهم واختاروا الطرف الآخر بحفنة من المال المغمّس بدم الأبرياء على مساحة الوطن، وهنا تبرز عظمة الدولة وتسامحها مع أبنائها، واليوم سنقول كلمتنا بصناديق الاقتراع للرئيس الذي وقف شامخاً ضد آلة التخريب والإرهاب وقدّم لنا كل الاحتياجات الحياتية لنتمكّن من الصمود ومواصلة الحياة بين أهالي بلدنا.

سليمان حسين

تصفح المزيد..
آخر الأخبار