الوحدة 29-3-2021
قدم الأستاذ حسن سليمان محاضرة بعنوان (تراثنا- ذاكرتنا) في قاعة المحاضرات بالمركز الثقافي في جبلة.
حول المحاضرة قال الأستاذ حسن: المحاضرة حول التراث، تعريفه، أهميته في حياتنا، كيف نحافظ عليه، وماهي الرسالة التي يحمّلنا إياها.
إن تراث أي أمة هو ذاكرتها التي تختزن ملامح هويتها الحضارية وهو الثوابت التي تميّزها عن سواها وهو طاقة تزيد من سرعة خطوها على طريق التقدم والإبداع، والتراث كلمة شاملة لكل ما يتركه السلف للخلف إن على مستوى الأفراد أم الجماعات سواء أكان مادياً أم غير ذلك.
ولأن الإنسان هو ابن الحضارة الإنسانية وجب اهتمامه بالتراث، فإذا ما أهمل تراثه تنطفئ ذاكرته وبالتالي تضيع هويته.
وللتراث السوري دور هام وبارز في التاريخ الإنساني حيث قدّم للإنسانية أول أبجدية في التاريخ وأول نوتة موسيقية.
وللتراث وظيفة إنسانية إضافة للوظيفة الجمالية التي لم تفقد مع مرور الزمن حلاوتها وسحرها واشتمالها على عناصر ذات جدوى يمكن استخدامها في الزمن الحاضر ووظيفة نفسية لها أبعادها في أن تكون حافزاً للعمل والإبداع من أجل تجاوز تحديات العصر، وهنا تتجلى رسالة التراث التي تدعونا بألاّ نتغزّل ونتغنى بالماضي، فلا يكفي أن نكون مجرد حَفَظَة للتراث نتغنى بما خلّفه لنا السلف إنما أن نمتلك العقل المبدع وإرادة العمل والتميز والإنتاج في كل الميادين بما يضمن الحياة الكريمة ويحقق شرط انتمائنا للحضارة السورية، فلن يكون لنا وجود حقيقي ولن تقوم لنا قائمة ما لم نعمل ونبتكر وننتج لأن التحديات كبيرة وعلينا مسؤوليات تاريخية، فكل أثر جميل لنا هو بمثابة دعوة لنا للإبداع والخلق وطاقة تدفعنا باتجاه الحياة، فأجدادنا رغم بساطة حياتهم ومحدودية أدواتهم استطاعوا الابتكار لأنماط معيشية في الزراعة وتربية المواشي والحياة العملية في سبيل تأمين متطلباتهم آنذاك، وهذا يؤيد مقولة من يمتلك أدوات الإنتاج ومن ينتج حاجاته لا يستطيع أحد أن يسيطر عليه ومن هنا منبع القوة والكرامة والاستقلالية.
وهناك اعتماد لتجارب دولية للحفاظ على التراث مع المحافظة على الهوية التراثية السورية من خلال مواثيق واتفاقيات دولية كميثاق البندقية عام 1964 وهدفه الحفاظ وترميم كل معلم من المعالم الأثرية التراثية ويضم 16 مادة ، أيضاً الميثاق الدولي لإدارة التراث الأثري عام 1990 ويشمل تسع مواد وتشريعات قانونية، وأخيراً كانت اتفاقية اليونسكو لصون التراث الثقافي المادي الملزم للدول الأعضاء بتجديد وحصر عناصر التراث الثقافي ووضعه ضمن قوائم وسجل وطني للتراث.
آمنة يوسف