الوحدة: 24-3-2021
لأنهم جزء هام من مجتمعاتنا بما يتميزون به من حالة صحية خاصة ، فإن اليوم العالمي لـ متلازمة داون يعد بمثابة تكريم لنا لأنهم أصحاب قلوب نقية يعيشون بيننا, ومن هنا كان الاحتفال السنوي بـاليوم العالمي لمتلازمة داون الذي يُصادف الواحد والعشرين من شهر آذار من كل عام بمثابة تذكير للعالم كله أن المصابين بهذه المتلازمة هم أشخاص مثلنا، ولديهم قدرات عظيمة من الممكن أن يقدموها لمجتمعاتهم. فماهي أهم خصائص هؤلاء الأشخاص وكيف نتعامل معهم وما الصعوبات التي تعترض طريقهم .. جريدة الوحدة شاركتهم إحدى فعاليات هذا اليوم وكانت اللقاءات الآتية : من وجهة نظر طبية تقول الدكتورة ديالا صالح : يولد معظم الأطفال ولديهم 23 زوجاً من الكروموسومات، في حين يولد الأطفال الذين يعانون من متلازمة داون بكروموسوم إضافي، وهو الكروموسوم الـ / 21 / ، لذا تُعرف متلازمة داون أيضاً بمتلازمة تثلث الصبغي / 21 / . ونركز هنا على أهمية التدخل المبكر لهؤلاء الأطفال تعليمياً وتدريبياً ، وهذا بالضرورة يصنع فرقًاً لأطفال الداون في الإدراك و التفاعل و مختلف مناحي الحياة . وهذا التدخل المبكر له شقين؛ طبي، وتربوي أو تأهيلي , فيما تلعب الأسرة دوراً أساسياً في تجاوز الصعوبات في مدى تقبلهم كفئة من المجتمع وبالتالي على الاستجابة لمتطلباتهم . وعن تجربتها مع طفلتها ذات الـ 7 سنوات قالت السيدة نورا داوود : عندما حان الوقت لتدخل طفلتي المدرسة، كنت متخوفة من آثار تلك الخطوة الصعبة والهامة في حياتها ، وقد تحضرنا كعائلة للمرحلة المقبلة من ردود الفعل المختلفة. وكنا نريد بالدرجة الأولى مكاناً آمناً وأيدي أمينة من إدارة ومعلمين وطلاب، وبيئة تتقبل، خاصة أنها من ذوي الاحتياجات الخاصة دون الإساءة لنفسيتها وطبعاً مكان تتطور فيه من الناحية التعليمية والتربوية مثل أي طفل. وكان الحلّ في المدارس التي تعتمد مبدأ الدمج في غرف مساندة وبصفوف الطلبة فأطفال الداون قابلون للدمج و للتعلم ولكن هم فقط بحاجة إلى جهد وتعب مُضاعف يختلف عن بقية الأطفال. ولا نغفل هنا دور الأهل والأسرة كمهد أولي قادر على التقبل والرعاية بشكل طوعي فيه الكثير من التعاون والاهتمام والاحتواء لكل المشكلات التي قد تصادفنا كأهل مسؤولين عن هذه الحالة الخاصة وكذلك التي من الممكن أن تتعرض لها طفلتنا في البيئة المحيطة بها. وعما يتلقونه، تقول أسمهان عبود – معلمة لذوي الاحتياجات الخاصة : أن أغلب المواد التي نعطيها لهم هي عبارة عن مهارات حياتية غرضها أن يتعلم الطفل كيف يكون فرداً في المجتمع يعتمد على نفسه ويتعامل مع من حوله، بالإضافة إلى مهارات أكاديمية كالكتابة والقراءة بما يتناسب مع قدرات كل طفل، فالتعلم فردي أكثر من كونه جماعياً وهناك بعض الحصص التي يحضرها الأطفال مع طلاب الصف العاديين. وفي ضوء عملي فهذه الفئة تحتاج إلى تقنيات بسيطة ولا يحتاجون إلى جهد كبير فقط أعمل بصبر ليتم تطوير أدائهم. بقي للقول : لا يوجد طفل معاق ولكن هناك مجتمع معيق يقف حاجزاً أمام أية حالة تحتاج أنواعاً مختلفة من الدعم المادي والمعنوي وخاصة النفسي ، ومن يريد تجاوز هذه البيئة المعيقة والمحبطة لهؤلاء الأطفال فليتخذ للتعامل معهم مثالاً نموذجياً من أحداث مسلسل بانكي الذي يهدف إلى توعية المشاهدين صغاراً وكباراً على تقبل هذه الفئة من الأطفال المتعايشين مع متلازمة داون وتحسين الصورة العامة حولهم. فالمسلسل الكرتوني يروي يوميات طفلة متعايشة مع متلازمة داون والتي تشكّل خلاصة تجربة عائلة لا تجد إشكالاً في وضع ابنتها الصحي ، فلا مشكلة طالما أن الطفلة لا تعاني من عقبات، وتلقى الرعاية ممن حولها
فدوى مقوص