كواليس الأغاني… من سجن عكا

الوحدة : 20-3-2021

 

(كانوا ثلاث رجال

تسابقو عالموت

أقدامهم عليت فوق رقبة الجلاّد

وصارو متل يا خال

بطول وعرض البلاد

ياعين…ياعين…ياعين).

هذا موّال بداية أنشودة (من سجن عكا) لمؤلفها شاعر وشهيد ثورة 1936 الفلسطينية نوح إبراهيم الذي ترك عمله في أول مطبعة بحرينية ليلتحق بالثورة ويرتقي شهيداً عن عمر ناهز الخامسة والعشرين عاماً.

كلمات الأنشودة تروي قصة ثلاثة شهداء أعدمهم الانتداب البريطاني شنقاً بعد إخماد ثورة البراق التي اندلعت في 15 آب عام 1929 رداً على مسيرة تظاهرية نظمتها حركة بيتار الصهيونية المتطرفة تحت شعار (الحائط لنا) بحماية ودعم بريطانيين، استشهد في المواجهات أكثر من 120 شهيداً فلسطينياً واعتقلت سلطات الانتداب ما يزيد عن تسعمائة فلسطيني أصدرت أحكاماً بالإعدام شنقاً على 27 منهم ثم تم تخفيف الأحكام على24 منهم ونفد حكم الإعدام في 17 حزيران عام 1930 في ساحة سجن قلعة عكا في ثلاثة محكومين هم: فؤاد حسن حجازي، محمد خليل جمجوم، وعطا أحمد الزير.

الرجال الثلاثة مشوا الى المشنقة برؤوس مرفوعة وهدوء شجاع وخطوات أذلت الموت الذي كانوا على موعد معه وطالب كل منهم أن يتم إعدامه أولاً حتى لا يشعر بالحسرة على فراق صديقيه، وتوجهوا إلى الناس أن يحتفلوا بشهادتهم.

 أصبحت قصتهم فصلاً من فصول القصة الفلسطينية وصارت أنشودتهم أغنية وطنية فلسطينية تجاوزت حدود التغريبة في المكان وتحولت الى ذكرى سنوية تقض مضاجع الاحتلال على مر الزمان.

أشهر نسخة للأغنية كانت من أداء فرقة أغاني العاشقين التي تأسست وغنت على منار عاصمة العروبة دمشق ومن الانشودة نقتبس:

من سجن عكا طلعت جنازي

محمد جمجوم وفؤاد حجازي

جازي عليهم يا شعبي جازي

المندوب السامي وربعه عموما

ويقول محمد انا اولكم خوفي

يا عطا إشرب حسرتكم

ويقول حجازي أنا أولكم

ما نهاب الردى ولا المنونا

أمي الحنونة بالصوت تنادي

ضاقت عليها كل البلادي

نادي فؤاد مهجة فؤادي

قبل نتفرق تيودعونا

ننده على عطا من ورا البابي وقفت تستنظر منو الجوابي

عطا يا عطا زين الشبابي يهجم عالعسكر ولا يهابونا.

شروق ديب ضاهر

تصفح المزيد..
آخر الأخبار