محكومون بالأمل.. للمزارعين حلم أخضر وصمودهم على وشك الاصفرار

الوحدة 11-3-2021

 

كل ما تتحمله الدولة السورية من وزر لدعم الزراعة يذهب أدراج الرياح نتيجة الخلل في الجهات التنفيذية ففي كل عام تلتقي جريدة الوحدة مع عدد من مزارعي طرطوس عامة ومزارعي البيوت المحمية خاصة يتحدثون عن آلامهم وآمالهم وفي كل عام تتراجع مكانتهم.

هذه المرة اللقاء كان مختلفاً، لم يرض باللقاء كل على حدة، بل تحدثوا بصوت واحد بصوت يدافع عن بقائه، والمتهم هم وزارة الزراعة واتحاد الفلاحين وغرفة الزراعة.

هذا ما قالوه جميعاً، أصوات ترتفع عند غلاء منتجات البيوت المحمية، يقابلها صمت مطبق من المسؤولين عند خسارة المزارع الذي قدم كل طاقته لتأمين الأمن الغذائي ودخل يستر حياته.

هل المزارع هو من يدفع فاتورة تدني أجور العاملين وجشع تجار الأسمدة والأدوية والفلين؟

هل القوي يأكل لحم الضعيف؟

في غياب الوزارة وغرفة الزراعة واتحاد الفلاحين وكل ما تفرزه من موظفين يكون المنتج هو الخاسر الوحيد وهو الأساس في كل شيء  وغيرهم الربح مضمون 100% وكأن الجميع في خدمتهم على حساب المنتج (المزارع).

أهكذا ندافع عن هذه الطبقة التي تطعم بلداً بأكمله؟ هي الآن تستغيث..

والقول الآن للمزارعين: أسعار مستلزمات الزراعة المحمية بكاملها بقيت على نفس السعر لعام 2010 ولكن بالعملة الأجنبية بعضها زاد بنسبة قليلة مع التضخم المادي الذي حصل، زراعة البيوت المحمية ليست زراعة تقليدية وتعتمد بكامل تفاصيلها على المواد المستوردة من بذار ونايلون وأسمدة ذوابة وأدوية وسعر مبيع البندورة لم ترتفع بنسبة ارتفاع التكاليف بالمختصر التجهيزات بالعملة الصعبة والبيع بالليرة السورية.

ويتابعون: كل عام التضخم النقدي يأكل مواسمنا وإنتاج الموسم السابق لا يكفي لتجهيز موسم جديد نتيجة ارتفاع التكاليف المرتبطة بسعر صرف الدولار.

مشاكل واقتراحات

نحن  (المزارعين) لسنا بحاجة لحلول بسيطة لأنها مثل (الضحك على اللحى) مشاكلنا كبيرة وتحتاج لقرارات مصيرية لرفع الظلم نحن من جبلت أيدينا بالتراب والعرق نستحق ان ننصف ولا نطالب بأكثر من ذلك والوقع أن التكاليف والتعب علينا والربح (القائمين على الشحن والسماسرة والشركات)

سنعرض الآن مشاكل جسيمة لم يعد يحتمل الواقع الوقوف دون حراك وهي:

– التكاليف التسويقية العالية مثلا سعر الفلينة الواحدة (١٥٠٠) ليرة سورية طالبنا باستبداله بصناديق  بلاستيكية مرتجعه كما كانت أيام شركة الخضار والفواكه التابعة للدولة تقدم عبوات بلاستيكية مجاناً للمزارعين.

– عمولة التاجر عند البيع 6% في بانياس و 7% في طرطوس تمت المطالبة بتخفيضها حتى 4% وما من مجيب، ولا تتوقف المشاكل، هنالك حسم للوزن عند المبيع 3% وهذه العادة موروثه منذ أيام العبوات البلاستيكية والخشبية، الحسم بحجة انها وزن العبوة في هذه الايام استبدلت تلك العبوات بعبوات أخف الفلين فتم رفع العمولة الى 3% بدل 2%

– أسعار البذار: يطالب مزارعو طرطوس وزارة الزراعة بتقديم لائحة لأسعار البذار الحقيقية في الخارج فحسب معرفتهم أن سعر البذار يشكل ٣٠% من قيمتها الحالية وعندما تكون برعاية الوزارة  تعطي هامش ربح للتاجر ويتم التسعير.

التكاليف

النايلون يزيد الآن عن (٧٥٠) ألف ليرة لبيت بلاستيكي واحد بطول 40 متراً، عمره الافتراضي سنتان بأحسن حالاته.

– مواد التعقيم يزيد عن (٥٠٠) ألف ليرة يكفي لأربع بيوت بلاستيكية.

– الأسمدة الذوابة المحلية تغش بإضافة ملح إليها ولا تكون فعالة وأقل سعر للكيلو الواحد (٥٠٠٠) ليرة سورية.

– الأسمدة المصرفية المنتجة بحمص أكثر الأسمدة ثقه منذ خمسة أشهر كانت متوفرة ومع قرب حاجة المزارع لها اختفت مثلا سعر اليوريا الحالي (٩٥٠٠٠) ليرة ومنذ خمسة أشهر كان ( ١٣٠٠٠)  ليرة ويتهم المزارعون أن شركة حمص تبيع منتجاتها لشركة خاصة لتباع بالسوق السوداء خارج المصرف (على ذمتهم).

– الأدوية الزراعية 1 كغ كبريت ذواب سعره عام 2010 (٩٠) ليرة والآن ما بين ٨٠٠٠ و ١٠٠٠٠ حسب بلد المنشأ.

– تكلفة رش برميل (٢٠٠) ليتر لدودة التوتا أبسليوتا (٣٠٠٠٠)ليرة والرش يتكرر كل عشرة أيام.

– الأدوية الفطرية اليابانية والأوروبية تكلفة البرميل (٦٠٠٠٠) ألف ليرة.

هذه التكاليف المرعبة والمزارع يبيع تحت الألف ليرة وهو بحاجة إلى 2500 ليكون له هامش ربح معقول.

وفي النهاية كانت أصواتهم تناشد أصحاب القرار هذه حياتهم ورثوها عن أهاليهم  ولا مهنة أخرى يمكنهم العمل بها حتى أصحاب الشهادات منهم  تركوا الكثير للبقاء بجوار أهلهم وأرضهم لا تجعلوا محور حياتهم الندم على موقف كان عنوانه الرجولة.

صفحات فيسبوكية

علماً أنه لم يجد المزارعون آذاناً صاغية لمعاناتهم المتكررة كل عام لجؤوا إلى صفحات الفيس بوك لعلها تكون مرآة حقيقية لوصف ما يعانونه وعرض مشاكلهم وللنقاش الواقعي عن حالة المزارع ومن أهم هذه الصفحات صفحة (معاً لدعم البندورة).

ولعلنا بذلك نكون قد نقلنا غيضاً من فيض ما يعانيه مزارعو البيوت المحمية في الساحل والذين يشكلون أحد أعمدة الإنتاج الزراعي في سورية ومن الضرورة دعم هذا القطاع بكل الوسائل عملا بقول السيد الرئيس بشار الأسد:

(إن تحقيق الأمن الغذائي هو أحد المقومات الأساسية التي ساهمت في امتلاك سورية لاستقلالية قرارها خلال العقود الماضية وضرورة دعم القطاع الزراعي من تحقيق الاكتفاء الذاتي).

ربى مقصود

تصفح المزيد..
آخر الأخبار