مشروع محمية النحل هل يبصر النور على يد لجنة النحالين في غرفة زراعة اللاذقية؟

الوحدة 11-3-2021

 

 

عقدت لجنة النحالين في غرفة زراعة اللاذقية اجتماعاً تخصصياً نوعياً ضم كافة الفعاليات ذات العلاقة بالنحل بدءاً من صغار النحالين وليس انتهاء بمركز البحوث مروراً باتحاد الفلاحين ومديرية الزراعة وجمعية النحالين ونقابة المهندسين الزراعيين ونقابة الأطباء البيطريين وجامعة تشرين ومؤسسة التجارة الداخلية والمصرف الزراعي وكان اللقاء تحت مظلة غرفة زراعة اللاذقية وفي ضيافتها، وقد استفاض النحالون في طرح معاناتهم ومشاكلهم وفي الوقت ذاته لم يبخلوا بتقديم الحلول أو مقترحات الحلول واللافت أن أغلب النحالين أجمعوا على شعورهم بالغبن وبعبارة أدق اليتم لعدم وجود جهة أو مظلة تدافع عن حقوقهم وتؤمن مطالبهم ومستلزمات الإنتاج لهم وقد تساءل عدد من النحالين عن المعايير التي تم اعتمادها لتعويض المتضررين من الأحداث أو الحرائق من المزارعين في حين لم يتم التعويض للنحالين رغم أن خسائرهم بالملايين.

وفي بداية الاجتماع أكد رئيس مجلس إدارة غرفة زراعة اللاذقية محمد عجيل على تفعيل عمل لجنة النحالين وتذليل كافة المصاعب التي تعترض آلية عمل دعم النحالين واصفاً إياهم بالمنتجين الحقيقيين.

 بدوره الدكتور عبد الله حاطوم رئيس لجنة النحالين وصف عمل النحال بالأنقى كونه يقدم خدمة للبيئة والزراعة والمجتمع في آن معاً.

وبالانتقال إلى ما تم طرحه من قضايا ومعاناة نجد أنها ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالواقع الحالي للبلد من فوضى سعرية وصعوبة التنقل وحالات الغش وحالات الإبادة التي تعرض لها النحل السوري والأهم أن مهنة النحال لا تحظى بالدعم التي تلقاه أية مهنة أخرى.

وقد طالب النحّال سلمان يوسف بضرورة تعويض النحالين ممن تعرضت خلاياهم للحريق ولفت إلى نقطة هامة وهي ضرورة التركيز على الأشجار الرحيقية والمقاومة للحريق ضمن خطة التحريج الحالية أو القادمة والتنسيق مع النحالين لاختيار الأفضل، كما لفت إلى ضرورة منع استيراد مستلزمات النحل وحصر الاستيراد بالمعدات فقط كما تمت المطالبة بمنح النحّال سجل زراعي أسوة بالصناعي أو التاجر وذلك تفادياً لما يتعرض له النحال من شروط تحكمية من قبل التاجر أو الصناعي عندما يضطر استخدام سجله لتسويق انتاجه من العسل، وطالب أيضاً باستصدار تشريع يمنع استخدام المبيدات داخل الخلية لأن بعض المبيدات إذا دخلت الجسم لا تخرج منه، كما تمت الإشارة إلى أن واقع أدوية النحل غير مضبوط ومعظم الأدوية المستخدمة حالياً تحوي مواداً مسرطنة ومعلوم أن العسل يتم استخدامه للعلاج ولا بد أن يكون نظيفاً وخالياً من الغش، كما طالب بإعادة تفعيل ورش تصنيع خلايا النحل الخشبية ولفت إلى ضرورة وأهمية التعاون مع الإعلام.

 النحّال عبد الله عقدة تحدث عن مخاطر رش المبيدات في مثل هذه الأيام وكثيراً ما تحدث شبه إبادة للنحل لا سيما خلال مواسم الحمضيات ولفت أحد المشاركين إلى إمكانية تقليل الأثر السلبي لذلك من خلال رش المبيدات خلال فترة المساء لعدم انتشار النحل في هذا التوقيت وتحدث أيضاً عن ضرورة إنشاء محمية خاصة بالنحل وقد لاقت هذه الفكرة استحسان الجميع بما فيهم غرفة الزراعة حيث من شأنها ضمان المراعي المناسبة للنحل وحمايته من المبيدات والحفاظ على الملكات السورية المتميزة كما تضمن انتاج جيد من العسل يفوق الاكتفاء الذاتي ومن ثم يتم الحديث عن آليات تسويق أو تصدير كما وعد عقدة كافة الحضور ممن يرغب بالحصول على ملكات نحل سورية أصيلة بتقديمها مجانا بهدف الحفاظ على النوع وذكر أنه يمتلك ملكات مميزة ذات إنتاجية عالية ومقاومة للأمراض والخلية منها تعطي أضعاف ما يعطيه النحل المستورد وتقدم أيضاً بمقترح تأمين أماكن حراسة في المناطق يتم نقل الخلايا إليها موسمياً حفاظاً عليها من السرقة.

النحال أمين القابقلي قدم جملة مقترحات وأفكار تخدم عمل النحال وترتقي بهذه المهنة إلى ما يفترض أن تكون عليه وقد بدأ حديثه بالحديث عن الفوضى السعرية والكيل بمكيالين لجهة تسعير العسل حيث ترتفع أسعار كافة مستلزمات الإنتاج من شمع وخلايا وبراويظ وغيرها مع ارتفاع سعر الصرف ويصر الكثيرون على ضرورة بقاء سعر العسل ثابتاً وهذا غير منطقي وضرب مثلاً أسعار اللحوم البيضاء والحمراء كيف أنها ترتفع بشكل شبه يومي فلماذا يستنكرون ذلك على العسل، وطالب جمعية النحالين وغرفة الزراعة وكافة الجهات بضرورة دعم النحال دعماً فعلياً واستيفاء ما يترتب عليه لقاء ذلك، وتحدث أيضاً عن ضرورة الاحتكام إلى النتائج المخبرية لتحديد جودة العسل وإيجاد طرق تسويق وتصريف الإنتاج عن طريق الشركات الإنتاجية وغيرها وأوضح أنه يملك الإمكانية لتصنيع جهاز تجفيف غبار الطلع ومن شأنه تحقيق فائدة اقتصادية للجهة التي تتبناه وللنحالين عموماً وبالتالي توفير القطع اللازم لاستيراد غبار الطلع الذي قد يكون في  بعض الأحيان سيئاً وغير مناسب بسبب تعرضه للضوء، ولفت القابقلي إلى إمكانية تصنيع حاضنة على الطاقة الشمسية، وأكد على ضرورة انشاء نقابة خاصة بالنحالين.

النحّال علي عطية وصف نفسه بأنه أحد المتضررين من شروط المصرف الزراعي لجهة تشديد الشروط المطلوبة للحصول على القرض لا سيما ما يتعلق بضرورة وجود بيان قيد عقاري أو فاتورة وتساءل لماذا لا يتم قبول كشف حساب على سبيل المثال.

الكيميائي والنحال عبد الله حكيم تحدث عن أهمية وآلية تحليل عينات العسل وضرورة مواكبة جديد الاختبارات والاحتكام الى النتائج المخبرية لتقييم العسل وتحديد جودته ومواصفاته مشيراً إلى احتمال الخطأ البشري أو خطأ الجهاز أو عدم دقة المواد المستخدمة ومن هنا لا بد من إعادة الاختبار أكثر من مرة لموثوقية أكبر وعدم حدوث حالات ظلم.

المهندس بسام بدر وجه سؤالاً مباشراً إلى المصرف الزراعي مفاده أن النحال الذي لا يملك عقاراً ألا يحق له الحصول على قرض لماذا لا يتم البحث عن حلول لمثل هذه الحالات.

النحّالة عائدة أحمد يكفيها أنها سيدة دخلت هذا المجال وتميزت فيه وقد طالبت بتسهيل القروض ودعم المرأة الريفية لتستمر في العمل والعطاء والتميز في هذه المهنة التي اعتبرتها تناسب النساء ربما أكثر من الرجال.

من جانبه ممثل نقابة الأطباء البيطريين أشار إلى أن النحالين ينتقدون دخول ملكات النحل المستورد وهم من أحضروها ويشتغلون عليه ويرى أن ٨٠ بالمئة من النحالين يرون أنه ذو إنتاجية عالية، واقترح العمل على إنتاج عذراوات بمواصفات جيدة على مدار العام.

النحال حسام عيسى طالب بضرورة محاسبة كل من أدخل سلالات رديئة أدت إلى ضرر وإبادة سلالة النحل السوري المتميز.

كما طالب المهندس سلمان محمد من طرطوس بضرورة إحداث تخصصات عالية في الجامعة ذات صلة  بالنحل.

وفي سياق الردود الرسمية أكد ممثل نقابة المهندسين الزراعيين ضرورة العمل على التأمين الزراعي للتعويض على المتضررين من مزارعين أو نحالين أما ممثل لجنة النحالين فقد أشار إلى عدم توفر الكتلة المالية اللازمة لتأمين متطلبات النحالين وهذا الأمر يحتاج الى هيئة أو مؤسسة ضخمة لتغطية النفقات والإشراف والمتابعة، في حين لفت عضو غرفة زراعة اللاذقية إلى إمكانية تقديم مساعدة من خلال مصنع إنتاج خلايا النحل، وفي ما يتعلق بموضوع السجل فقد أوضح أنه مطروح وسيصدر قريباً، ولعل الزبدة كانت في طرح مدير المصرف الزراعي الذي أكد أنه ثمة مقترح بإدراج بعض المنتجات الصناعية الداعمة للزراعة ضمن جدول الاحتياج ولفت إلى أن معظم القروض لا سيما قروض المرأة الريفية يقتصر دور المصرف الزراعي على كونه حلقة وصل بين طرفين بينهما اتفاق والمصرف يلتزم ببنود هذا الاتفاق وليس هو من بحدد الشروط وإنما الجهة الحاضنة، وأشار إلى إمكانية تقديم قروض على النسبة للخروج من حالات تذبذب القيمة وهذا المقترح قيد الدراسة وأشار إلى وجود قروض تمويل من المصرف الزراعي لمشاريع مهنية مثل الحدادة والنجارة وغيرها إضافة إلى تمويل ٦٠ بالمية من قيمة المعدات.

هلال لالا

تصفح المزيد..
آخر الأخبار