الحمضيات… المحصول الواعد

الوحدة : 9-3-2021

 

تحتل الحمضيات السورية من حيث الإنتاج المركز الثالث عربياً والسابع متوسطياً والثامن عشر عالمياً، ويبلغ متوسط إنتاج الشجرة 95 كيلو غراماً ومتوسط إنتاج الهيكتار 34 طناً، وبشهادة المخابر ومراكز الأبحاث العالمية فإن الحمضيات السورية تتمتع بمواصفات تتفوق بها على كثير من دول العالم (ثمار ذات نكهة وطعم ولون مميز وبكميات كبيرة وأصناف متعددة، ومواعيد نضج مختلفة) إضافة إلى خلوها من الأثر المتبقي من المبيدات نتيجة اعتماد برنامج المكافحة المتكاملة في السيطرة على آفات الحمضيات منذ عام 1997 والتي توزع مجاناً على المزارعين.

الإنتاج السوري من الحمضيات يفوق المليون طن ويشكل 60% من إنتاج سورية من أشجار الفاكهة، وتعتبر المنطقة الساحلية المنطقة الزراعية الأكثر استقراراً على المدى البعيد للحمضيات لجهة الدخل والإنتاج نظراً لملائمة الظروف الجوية والبيئية والجهود الفنية المبذولة لتطوير هذه الزراعة التي تشكل نسبة كبيرة من الزراعات المروية ووجود أكثر من 50 ألف عائلة تعمل في زراعة الحمضيات إضافة إلى مئات الآلاف الذين يساعدونهم في عمليات الخدمة المختلفة من قطاف وجني وتوضيب ونقل وتسويق وتصدير وغيرها.

سجل هذا الموسم تحسناً كبيراً لجهة الأسعار والكميات المسوقة مقارنة مع الأعوام السابقة، فقبل بداية موسم الجني والقطاف عملت الحكومة على اتخاذ جملة من الإجراءات لدعم المحصول منها رفع أسعار المنتج وتذليل الصعوبات أمام عملية التسويق والشحن داخلياً عبر طرح كميات كبيرة من الحمضيات في صالات ومنافذ بيع المؤسسة السورية للتجارة في المحافظات وتسيير السيارات الجوالة إلى المناطق البعيدة، وخارجياً إلى الدول المجاورة والصديقة حيث ساهمت تلك الخطوات في تسهيل عمليات التسويق حيث تم تخصيص مراكز لتوضيب الحمضيات وفرزها بحسب النوع والجودة والحجم ورفع أسعار الكميات المسوقة مباشرة من الفلاحين إلى أسواق الهال وتخصيص صهريج مازوت لتعبئة السيارات الشاحنة التي تعمل على تسويق المادة ضمن سوق الهال لتسهيل عملها وخدمة للمزارعين وتخصيص سيارات شحن لنقل المادة إلى الأسواق في المحافظات، كما انعكس إعادة فتح عدد من المنافذ الحدودية إيجابياً من حيث زيادة الكميات المصدرة والأسعار والعقود المبرمة مع عدة دول.

يجب تقديم الدعم الحكومي وتأمين مستلزمات الإنتاج (أسمدة – غراس – مبيدات – عبوات بلاستيكية) لإعادة وتأهيل وتطوير زراعة الحمضيات وتعزيز دورة الإنتاج لمواجهة التحديات المستقبلية والتأسيس لصناعة الحمضيات السورية للحصول على ثمار بجودة عالية وخالية من الأثر المتبقي للمبيدات الزراعية والأسمدة الكيماوية وتحسينها لتلبية متطلبات السوق المحلية وتحقيق المنافسة الخارجية بما ينعكس على دخل المزارع وتخفيض تكاليف الإنتاج الذي يعم بالخير على المزارع والمستهلك والوطن وتحقيق قيمة مضافة للاقتصاد الوطني.

علينا التخطيط على المستوى الاستراتيجي في إنتاج أمهات غراس أشجار الحمضيات الموثوقة والخالية من الأمراض وتجهيزها لتكون هي المصدر الوحيد للمطاعيم المستخدمة في إنتاج غراس الحمضيات في المشاتل الحكومية والخاصة والتوثيق الشامل لمواصفات الحمضيات السورية من حيث الشكل والتركيب والفوائد واعتمادها محلياً وعالمياً لما لذلك من نتائج إيجابية تتمثل بفتح أسواق جديدة والتغلب على مشاكل تسويقها وتدريب وتأهيل كادر فني متخصص وتدعيم برنامج المكافحة المتكاملة لآفات الحمضيات من خلال التركيز على استخدام المركبات والأعداء الحيوية ودعم البحث العلمي الزراعي والبرامج البحثية في مجال الحمضيات واستقطاب الخبرات العاملة في تطوير زراعتها ودعمها واستثمارها والتركيز على زراعة الأصناف المميزة والمفضلة والمرغوبة للتصدير إلى الخارج.

نعمان إبراهيم حميشة

تصفح المزيد..
آخر الأخبار