الإبداع والتميز في العمل والعطاء.. مشاريع خيرية في مجبر

الوحدة : 2-3-2021

لا يصدر عنه إلا طيب الأفعال يغزو القلوب بكرمه وعمله رجل بلغ من العمر أربعين عاماً.

يفضل المصلحة العامة على مصلحته، تفتنه المثل العليا، أفعاله تقع في النفوس موقعاً عظيماً، يصنع المعروف وينسى أنه أحسن للآخرين، يبذل جهده يتقن عمله ويبدع.

يخدم وطنه وأبناء وطنه دون تردد، حب الوطن في قلبه ليس كلمة بل فعل مثمر وأداء للواجب.

ضاحي هاشم خليل، الاسم الشخصي له من ريف محافظة طرطوس ناحية برمانة المشايخ قرية مجبر، أو (حيدر الأسدي)، عسكري متطوع بإدارة التسليح منذ عام (٢٠٠٤).

بداية عمله كان مشروعاً خيرياً لأسر الشهداء والجرحى منذ أعوام، هذه السنة طورت المشروع ويعتمد على الطبيعة بدون أي اعتماد على أي منتج خارجي.

تطور المشروع من دواجن إلى أبقار، أغنام، ماعز.

الوحدة زارت المشروع والتقت السيد ضاحي فتحدث مطولاً عن مشروعه وعن المراحل التي مر بها.

بداية المشروع

هذا المشروع بدأت به منذ عام ٢٠١٦ كان صغيراً جداً، هو عبارة عن مجموعة دجاج البراهما وطيور الفري والفرنسي.

بنيت لها غرفتين فوق سطح منزلي، لا أملك المساحة الكافية للمشروع استغليت وجود غرف في منزلي لست بحاجتها فوضعت المفاقس فيها بالإضافة لمساحة أرض لا تتجاوز (٥٠) متراً، كنت أقوم بزراعتها خضروات منزلية فقمت ببناء مزرعة مسقوفة بألواح التوتياء  للدجاج الكبير حصرياً البراهما التوتياء فهو نوع لا يمكن تربيته في مكان بعيد عن المنزل بسبب غلاء ثمنه.

بدأت مشروعي ب (٧٠) بيضة ربيتها مع الصيصان البلدي ومن أصل (٧٠) بيضة لبراهما فقست (٦٥) صوصاً وبعد فترة من الزمن وصل عددهم إلى (٥٠) دجاجة وديك.

مشروعي هذا هو مشروع خيري لأسر الشهداء والجرحى وكنت أقوم بتوزيع الدجاج البلدي وطيور الفري والفرنسي  في أربع محافظات (حمص، طرطوس، اللاذقية، حماة).

كنت أنا من يقوم بتوصيلها لهم في مدنهم احتراماً لهم لإيجاد سبل للعيش، ولتضحياتهم وعلى نفقتي الخاصة طبعا بمساعدة عدد من الأصدقاء.

بعد ذلك بسبب غلاء الأعلاف بشكل كبير وخرجت الأمور عن قدرتي المادية تقلص مجال توزيع العطاءات ومع ذلك لم أتوقف.

ساهمت معي أربع صديقات تدفع الواحدة منهن كل شهر بين (٢٥-٥٠) ألف ليرة، سابقاً هذه المبالغ كانت تغطي تكاليف العلف عندما كان سعر الطن ب(١٨٠) ألف ليرة، حالياً مساهماتهن لا تكفي ثمن كيسين من العلف.

يومياً المشروع بحاجة (٣) أكياس علف.

كنت أعتمد على مدخول دجاج البراهما في العام الماضي كان سعر البيض الواحدة منها (١٥٠٠) ليرة أما هذا العام سعر البيضة (٤٠٠٠) ليرة وعندي (٣٠) دجاجة بياضة أي مدخولي اليومي (١٠٠) ألف على الأقل، اعتمدت على ذلك في تسهيل أمور المشروع.

يتابع ضاحي حديثه فيقول: فكرت بطريقة لتخفيف التكاليف والاستغناء عن العلف الصناعي عن طريق استبداله بالعلف الطبيعي.

تطور المشروع

قمت بزراعة الشعير وهو حديث العمل فيه نقوم بزراعته لإطعام الحيوانات الموجودة من أبقار دانماركية فهي تعطي كميات حليب كبيرة وأغنام وماعز سويسري حرصت على تخفيض تكاليف العلف لهذه الحيوانات الموجودة اعتمدت أن تكون  من أفضل الانواع صحيح كلفتها عالية فهو مشروع العمر.

في قريتي تربية الأبقار قليلة جداً لهذا عملت اكتفاء في القرية من الألبان والأجبان والحليب.

عملت على الاستغناء عن العلف الصناعي بعلف طبيعي ومن استنباته نقدم لهم كل العلف والفائض يتم بيعه وسعر (٥٠) كيلو علف عندنا لا يتجاوز (١٥) ألف ليرة بالإضافة لجودته العالية.

كنت أقوم بتوزيع مستنبت الشعير للمربين في القرى وسعر الكيلو الواحد منه (٦٠٠-٧٠٠) ليرة ونحن حاصلين على ربح جداً مقبول أي سعر كيلو العلف المستنبت لا يمكن أن أبيعه إلا بثلث سعر العلف الصناعي الذي يباع الكيلو الواحد منه ب (١٣٠٠) ل .س أي الكيلو المستنبت (٣٥٠) ل.س  وحتى أقوم بتوزيعه بأقل كلفة قمت بشراء سيارة كهربائية وهي مصنعة في سورية أقوم بشحنها على أشعة الشمس.

كل ما أقوم به حتى أثبت للعالم كله هذا الحصار الخارجي الذي فرض علينا لن يؤثر بأي شيء.

طبعاً حتى من ماء الشعير التي تخرج وهي غنية بالفيتامينات نستخدمها في الزراعات المائية فوق أسطح البيوت البلاستكية حتى نستفيد من كل مساحة موجودة وهذه الزراعات لا تحتاج إلى تربة وهذا أيضاً مشروع  قيد الإنشاء لم ينته العمل به في المشروع حتى نستفيد من شبر من المساحة بما يحقق الفائدة.

أما روث الحيوانات قمنا بمشروع إضافي وهو الهاضم الحيواني لاستخراج السماد العضوي وكلنا نعلم نقص مادة السماد والسماد المتوفر في الصيدليات الزراعية حالياً سعر الليتر منه يعادل سعر كيلو الحليب اي (١٠٠٠)  ليرة اي سعر السماد العضوي السائل (١٠٠٠) الف ليرة.  السماد العضوي  المستخرج عندنا يستخدم لجميع انواع الزراعات من خضروات وأشجار مثمرة بعكس السماد الصناعي لا يستخدم لجميع أنواع الزراعات بالإضافة للزراعة في البيوت البلاستيكية وهو ذات فائدة عالية جداً وليس بحاجة لعمليات نقع.

أنا أسعى إلى تخفيض سعره ويكون الإنتاج منه يومياً لا يقل عن (٥٠٠) ليتر وكلفته على المزارع لا تتجاوز (١٥%) من سعره وحكماً لن أتعامل معهم كالتجار وأنا لا أسعى للربح المادي يكفيني الربح المعنوي الذي سألقاه من المزارعين الذين يتعاملون معي.

طبعاً العطاء الذي أقدمه لأسر الشهداء وذوي الجرحى كان خارج نطاق أي تغطية إعلامية وقد عرض علي من قبل قنوات تلفزيونية في اللاذقية وطرطوس وكنت أرفض أي تصوير حتى على موبايل لأنني لا أريد لأحد أن يشعر بالحرج من هذا الموقف، أنا أحترم شعورهم واكثر شيء كان يسعدني عندما أرى الفرح على وجوههم لرفضي التصوير لهذا العطاء.

إضافة إلى ذلك لا أحد يعرفني بالشكل ولا بالاسم والاسم الحركي هو الوحيد الذي يعرفونه ما يهمني من هذه الحالة كلها تقديم الفائدة لهم دون أن أسبب لهم أي حرج أو إزعاج.

هناك جرحى كان لديهم عجز كامل عطاءاتهم تختلف عن الجرحى العاديين فكانت لكل واحد فيهم (١٠٠) دجاجة أو طير ليتمكنوا من فتح مشروع لهم يكون مصدر رزق لهم.

أنا كنت أقوم بإيصال هذه العطاءات إلى قراهم وعلى نفقتي الخاصة قبل شراء السيارة.

هناك بعض الحالات سببت لي حزناً شديداً من تصرف بعض التجار اعطوني دعماً مادياً لإيصاله للمحتاجين لكن للاسف عندما تأكدوا من عدم ذكر الأسماء ولا يوجد أي تصوير امتنعوا عن ذلك فهم غايتهم الشهرة وليس العمل الإنساني.

مضت شهور ولم أر أي متبرع كنت لوحدي لكني في قمة السعادة لأنني حققت رسالتي التي أسعى إليها وهي توجيه ضربة لكل من يحاول النيل منا ومن بلدنا وشعبنا.

يتابع حيدر الأسدي حديثه: في هذا العام وبسبب الانقطاع المتواصل للتيار للكهربائي أصبحت بحاجة لمولدة للكهرباء من أجل عمل حواضن الدواجن وعلمت بأن الدولة تدعم هذه المشاريع بمادة المازوت قمت بتقديم طلب للسيد المحافظ في طرطوس مشكوراً وافق على إعطائي كمية (١٥٠٠) ليتر مازوت.

بقيت مدة ثلاثة أشهر بعد معاناة طويلة مع الجهات المعنية بهذا الأمر حتى حصلت عليها.

المشروع الرئيسي:

تحدث ضاحي عن مشروع العمر: أقوم حالياً على إنجازه اشتريت له قطعة أرض مساحة(٢) دونم وبنيت المنشأة عليها بطريقة هندسية مدروسة جداً.

مؤلفة من البيوت البلاستيكية، الاستنبات، ساحات التهوية، بالإضافة للهاضم الحيواني وجميعها بشكل منظم.

حتى هذا المشروع أنا لا احتاج لهذا المشروع كدعم غير مادة المازوت ولو أملك الإمكانية المادية الكافية لاستغنيت عنها بالحصول على الطاقة الشمسية أو محركات الرياح نهاراً أستخدم الطاقة الشمسية كإنارة  وتدفئة وليلاً محركات الرياح وبهذه الطريقة أستغني عن الكهرباء بشكل كامل.

حالياً أعمل رخصة لحفر بئر للمياه ضمن أرض المشروع حتى لا أعتمد على مياه القرية.

تأخر إنجاز المشروع بكامله بسبب الأحوال الجوية والأمطار الغزيرة حالت دون متابعة الإنجاز بشكل يومي حالياً عادونا العمل بوتيرة عالية وخلال مدة لا تتجاوز (١٥) يوماً سيتم إنجاز المشروع بشكل كامل.

غانه عجيب

تصفح المزيد..
آخر الأخبار