المقاومون لا ينال منهم النسيان

الوحدة 25-2-2021

 

 

يرحل المفكرون والمناضلون الكبار ويبقى فكرهم ونضالهم ومبادئهم أبد الزمان.. أنيس النقاش اسم كبير، عاصرناه على مدار سني الحرب العشرة، رغم أن تاريخه المقاوم المشرف سبق تلك الحرب، لكن اسمه لمع وسطع خلالها. وعرفه السوريون أكثر. كنا نتسمر أمام شاشات التلفزة، ننتظر إطلالته وغيره من المفكرين والمناضلين والإعلاميين، السوريين والعرب. ممن لم يبرح عشق المقاومة وصمود أبطالها أفئدتهم. إطلالة تثلج الصدور وتبعث الأمل وتجدد وعد الانتصار. تشحذ الهمم بالصبر والتفاؤل والثقة بالنصر المؤزر القادم لا محال. لم يكن يوماً بائع كلام ينثره هباء منثوراً، بل واثق الحرف، ناطق الحق، ساطع الرأي، لم يحد عن مبادئه وميثاق شرفه قيد أنملة. عروبي أصيل، تجاوز بانتماءاته الوطنية الحدود، وكسر قيود الطوائف. قلبه مسكون بعشق دمشق والقدس عاصمتي العزة والإباء. حمل قضايا سورية في عقله ووجدانه، واستشرس في الدفاع عنها في وجه المتكالبين والطامعين.. حارب الإرهاب بفكره وقلمه، وكشف زيف ادعاءات مروجيه وداعميه.. وأماط اللثام عن مخططاتهم الهمجية والعدوانية، وكان من أوائل المنددين بهم والكاشفين لأحقادهم.. سبر أغوار فشلهم الذريع وخسائرهم المتلاحقة واللاحقة.. حضوره الآسر ستفتقده منابر الشرفاء، وصوت العقل الذي خاطب وجداننا لن ولم يغب. ساحات المقاومة وإن ترجل أحد فرسانها فإنها ولادة، لن تنضب.

أيها المناضل الحر، صاحب الضمير الحي: عشت في نبض قلوبنا، وستبقى حياً، فكراً وأخلاقاً، علماً وعملاً، وأمثالك لا يغيبهم الموت، ولا تنال منهم ذاكرة النسيان.

ريم جبيلي

 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار