المواطن ومشكلة المواصلات المتزايدة..

الوحدة 24-2-2021

 المواصلات والنقل ومعاناة الانتقال من وإلى مكان العمل همٌّ يومي يلازم أغلب المواطنين في حياتهم الاجتماعية والوظيفية، وهي في تفاقم مستمر وتأخذ منحى تصاعدياً حتى غدت كابوساً ضاغطاً على حياة الناس وهاجساً حقيقياً للكثيرين منهم.

النقل مشكلة قديمة حديثة تشعبت مؤرخاتها وكثرت همومها وأرخت بظلالها الثقيلة الخانقة على حياة الناس وتنقلاتهم اليومية خلال الأزمة بعد دخول أزمة المحروقات على الخط وادعاء أصحاب وسائل النقل بعدم كفاية الكميات المخصصة لهم ولجوئهم إلى الإتجار بها وبيعها.

 الازدحام على وسائط النقل الجماعي لا يقتصر على أوقات الذروة الصباحية أو بعد الظهر فقط أو على يوم معين في الأسبوع، حيث تشتد وطأة المعاناة منذ الصباح الباكر عند ذهاب التلاميذ والطلاب إلى مدارسهم وجامعاتهم والعمال والموظفين إلى وظائفهم وأعمالهم اليومية واصطفاف عشرات ومئات المواطنين على أرصفة الشوارع وعلى المواقف منتظرين قدوم وسيلة نقل تنقذهم من عناء الانتظار الطويل المرير، وما يزيد الأمور سوءاً عدم وجود مواقف نظامية ومظلات تقي جموع المنتظرين من برد الشتاء وحر الصيف وعدم وجود مقاعد صالحة لجلوس كبار السن وغيرهم من المرهقين والمتعبين.

في المدينة ومراكز الانطلاق والمناطق والقرى وعلى الطرق العامة ومواقف الباصات تشاهد طوابير الناس وبأعداد كبيرة ويمتد انتظارهم أحياناً لساعات طويلة وعند وصول الحافلات الكبيرة أو الصغيرة ترى كل ما لا يسر العين ولا يبهج القلب وكيف يتدافع الناس وتتشابك للحصول على مقعد شاغر في وسيلة النقل ولو على الواقف في العربات الكبيرة أو  الجلوس 4 ركاب في السرافيس وتكديس الركاب فوق بعضهم البعض لتحقيق مكاسب إضافية.

 إضافة لما يسببه الازدحام الشديد والتدافع والتلاحم الجسدي من فوضى وحالات سرقة ونشل وفقدان الأغراض والخصوصيات والثبوتيات واحتمال انتقال عدوى الأمراض وخاصة وباء الكورونا الذي يرعب البشرية الآن.

 ومن التداعيات والتبعات والارتدادات التي تسببها مشكلة المواصلات على حياة الناس وأعمالهم وحاجاتهم اليومية الحياتية وعلى حركة المجتمع اضطرار الطلاب والموظفين للخروج في الصباح الباكر من منازلهم والمشي مسافات طويلة للوصول إلى مقاصدهم ووقوعهم ضحية الابتزاز والاستغلال وجشع أصحاب السيارات الخاصة الذين يرابضون في عقد المواصلات ومفارق القرى وسيارات تاكسي الأجرة الذين يعملون حسب أهوائهم ومزاجهم ولا يتقيدون بتشغيل العداد ويستغلون تداعيات هذه الأزمة لتحقيق مكاسب سريعة على حساب المواطن المسكين.

 المشاهد اليومية المتكررة للازدحام الشديد على المواقف العامة وقارعات  الطرق يستدعي الوقوف على واقع مشكلة النقل ومزاجية عمل السرافيس وسيارات التاكسي وإيجاد الحلول لها عبر المتابعة اليومية والتأكيد على وسائل النقل الالتزام بالخطوط والتوقيتات وتقاضي الأجرة المحددة وإلزام أصحاب العربات والمركبات المسجلة على الخطوط بمساراتها المحددة والوصول إلى نهاية الخط وتسجيل الضبوط بحق المخالفين.

 وإلزام العربات المتسربة الالتزام بخطوطها المحددة والإيعاز للأجهزة الفنية وشرطة المرور بالتشدد في مراقبة عملهم وحجز المركبة عند تكرار المخالفة ومتابعة موضوع تعاقد السرافيس مع المدارس ورياض الأطفال وتنفيذ التعاميم التي تقضي بمنح تعاقدهم مع أي جهة عامة أو خاصة تحت طائلة المسؤولية.

 يجب إيجاد منظومة فعالة للنقل الجماعي الآمن والمريح ورفد الخطوط بحاجاتها الفعلية من باصات النقل الداخلي وخاصة الخطوط الرئيسية ( اللاذقية- جبلة- القرداحة- الحفة) وحول المدينة ( اللاذقية- الصنوبر- المشيرفة- كرسانا- الزوبار) كونها أكثر استيعاباً للركاب وأقل استهلاكاً للمحروقات وأقل تلويثاً للبيئة وتأمين الأرياف وخاصة البعيدة بوسائل النقل فهناك قرى كثيرة بعيدة تعاني الأمرين في موضوع المواصلات ومنها ما هو معزول عن المدينة والمناطق وفيها الكثير من الموظفين والعاملين وطلبة الجامعات والمعاهد الذين يتوجب حضورهم يومياً إلى المدينة وما يعانوه من إرهاق جسدي ومادي بفعل غلاء أجور وسائل النقل الخاصة التي غدت خارج قدرة المواطن.

 نعمان إبراهيم حميشة

 

تصفح المزيد..
آخر الأخبار