الحرف والمهن التقليدية التراثية في الساحل السوري وضرورة إحيائها

الوحدة : 15-2-2021

 

أقيمت في مركز ثقافي الحفة محاضرة حول الحرف والمهن التقليدية التراثية في الساحل السوري تحدث خلالها حيدر نعيسة مدير ملتقى القنديل الثقافي عن صناعات تقليدية وحرف متنوعة تميز بها الساحل السوري لسنوات طويلة، وارتبطت بتراث وتاريخ ريفنا الساحلي ونتيجة التطور التكنولوجي الحاصل منها ما تعرض للاندثار ومنها مازال محتفظاً بوجوده، مؤكداً على أهمية إحياء هذه المهن التراثية،

 

وبيّن نعيسة بأن هناك ثلاث مستويات للمهن التقليدية منها زال واندثر خاصة المهن ذات الطابع الزراعي الرعوي التي امتهنها الفلاح فكانت متممة للعمل الزراعي وتلبي حاجات العملية الزراعية آنذاك وأيضاً مهنة بناء البيوت من الطين وفق نماذج ريفية جميلة والجنيداتي أو ما يسمى الجنيد ومهمته صيد الأفاعي واستخراجها من أوكارها في أسقف وجدران البيوت الطينية التي تميزت بها القرى الساحلية فكان يستخدم الجنيداتي طبلة يدق عليها وفق إيقاع معين ويردد كلمات معينة لتتسلل الأفاعي من السقوف وقد زالت هذه المهنة وزال معها كل المعالم المتعلقة بالبيت الطيني، ذلك نتيجة للتطور التكنولوجي والتقدم التقني وتغيير أنماط الحياة وهذا النوع من المهن ينبغي إحياءه مبيناً أنه في حال زوال أي حرفة تقليدية زالت معها كل متعلقاتها من أمثال وحكايات وقيم وأمثال، وأيضا هناك مهن يدوية ينبغي صونها كونها تتعرض أيضاً لمخاطر الاندثار كالمهن المتعلقة بصيد الأسماك كالسفن وقوارب الصيد والنزهة والشباك بالإضافة إلى المجسمات الخشبية المزينة بالأصداف البحرية التي تمثل حرفة شرقية جميلة مشيراً إلى أن هذه الصناعات تبدلت أنماطها بدخول الآلة، فالحرفة اليدوية بالأساس يستخدم فيها الإنسان يده وأدوات بسيطة بعيداً عن الآلات وهي ذات بعد جمالي حقيقي وتشكل علامة فارقة ومميزة للمكان الذي تنتمي إليه. ولفت نعيسة إلى أن هناك بعض الحرف والمهن لازالت قائمة وتحتفظ بوجودها إلى الآن وفي مقدمتها صناعة السلال (القفير) التي تصنع من أعواد الريحان أو الأس وإلى جانب هذه الصناعة تربعت صناعة الفخار التي تعتبر من الحرف القديمة التي امتهنها أبناء الساحل السوري وتعتمد على نوع خاص من التراب ويحتل المقلي قائمة الفخاريات  بالإضافة إلى القدور وغيرها من الأواني المنزلية المعتمدة قديما ويتبعها صناعة التنانير، وأضاف نعيسة أن كل جانب صناعي آلي يقابله جانب تراثي حرفي موازٍ له وسابق له وأضاف نحن بحاجة إلى جمع تراثنا بفروعه جميعها كما صنفته اليونسكو ( المعارف والمعتقدات، العادات والتقاليد،  الأدب الشعبي، الصناعات الشعبية، الفنون الشعبية، التقويم الشعبي)، منوهاً أنه يقع على عاتقنا مهمة مزدوجة في الحفاظ على التراث وإنتاج التراث وتنشيطه وتطويره والحفاظ عليه من العولمة والغزو الثقافي الخطير فالتراث والحرف اليدوية له قيمة وطنية هامة  كونه يشكل علامة فارقة من جهة ومصدر دخل لكل من يتقنها كما يؤمن حاجة المنتج والمستهلك، لذلك فالصناعات المعتمدة على البيئة وعلى الشجر والتراب والحجر واستثمار موارد الطبيعة بكل مكونانها هو خلق حقيقي عظيم أبدعه إنساننا عبر آلاف السنين لذلك ينبغي الحفاظ على تراثنا الثقافي وإحياءه وتوثيقه وتدريب الباحثين عليه.

داليا حسن

تصفح المزيد..
آخر الأخبار