الوحدة 4-2-2021
أقام قصر الثقافة في بانياس محاضرة بعنوان التطرف والإرهاب والتكفير.. سبل المواجهة أحياها فضيلة الشيخ ياسر محسن زاهر والشيخ حسين محمد حجازي وأشار مدير المركز أن هذه المحاضرة جاءت في إطار إلقاء الضوء على ما ورد في كلمة السيد الرئيس بشار الأسد في اجتماعه مع العلماء أواخر العام الماضي تم التوجيه من قبل وزارة الثقافة للقيام بعدد من الأنشطة الثقافية التي من شأنها أن ترسخ ما ورد في هذا الكلمة المفصلية والهامة، حيث تصدى السيد الرئيس لعدد من المصطلحات والعناوين التي تؤسس مستقبل مشرق لسورية خاصة بأنها تتجه إلى الوعي، كما أشار السيد الرئيس إلى ما حققته وزارة الأوقاف خلال فترة الحرب من إنجازات هامة في تنقية الفكر الديني من الأقاويل التي تدفع إلى التذمر والتطرف والتكفير.
وقال الشيخ ياسر محسن زاهر: سنتحدث عن خطر الإرهاب والتطرف والتشدد على الإسلام والعالم فالتطرف لفظ شامل يدخل تحته كل خارج عن منهج الوسط فالإسلام كما هو معروف عنه هو دين الوسطية ودين الاعتدال المبني على العدل والإنصاف وإحقاق الحق ولاشك بأن خطره على العالم بأكمله جسيم ومخيف، وأضاف: إذا تحدثنا عن خطر الإرهاب والتطرف على الإسلام والمسلمين فالمسلمون جزء من هذا العالم الذي ننتمي إليه جميعاً وأن خطره يعود علينا وعلى الآخرين بنتائج وخيمة لهذا على العالم بانتماءاته كلها أن يتعاون للتخلص من هذه الظاهرة لينعم هذا العالم بنعمة الأمن والأمان والحياة الهادئة التي توفر لجميع شعوب الأرض حقوقها وكرامتها في ظل العدل المنشود الذي تسعى إليه أفراد الإنسانية جمعاء، كما تحدث عن سماحة الإسلام فيتميز الإسلام بالسماحة والسماحة وسط بين التساهل والشدة وتعتبر ذروة السماحة في الإسلام بتأسيسه لمنظمة أخلاقية متميزة تأخذ بمجامع النفس وتغذيها بمبادئ وقيم خالدة تنير دربها وتهديها لسبل السعادة في الدارين و أول من تأدب بهذه الأخلاق الرسول الكريم في أقواله و أفعاله في سلمه وحربه وامتدحه رب العزة بقوله ( وإنك لعلى خلق عظيم) ولخص دعوته بقوله (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)، ثم أشار إلى كيفية التصدي لظاهرة التطرف وذلك بتتبع أصول أو جذور المشكلة من خلال تسخير المعرفة الإنسانية لمكافحته والعمل على حماية حقوق الإنسان وكرامته في ظل الثوابت والقيم التي أنزلها الله سبحانه وتعالى، أخيراً وجه شكر لوزارة الأوقاف ممثلة بالسيد الوزير عبد الستار السيد على جهودهم خلال سنوات الحرب التي خاصتها بلادنا ضد الداعشية كما كانت جنباً إلى جنب مع الجيش العربي السوري من خلال أعمال عديدة على رأسها فقه الأزمة ومؤتمر علماء بلاد الشام الذي يتمتع بأفكار معتدلة وينهى عن التأثر بأي فكر خارج منهج الوسطية والاعتدال كنا أنها قدمت المثير من الشهداء.
وبدوره الشيخ حسين محمد حجازي تحدث عن مفاصل كلمة السيد الرئيس بشار الأسد في خطابه الأخير في جامع العثمان من خلال عدة إضاءات على التطرف والإرهاب، فبالنسبة للتطرف هو عبارة عن جمود وانغلاق في العقل وهذا الجمود ينتج عنه التكفير وينجم عنها الإرهاب الذي هو عبارة عن استعمال العنف لتحويل الأفكار المتطرفة إلى سلوك من أجل تحقيق أغراض قد تكون لجهات دولية أو دينية أو سياسية، ونوه أن أبرز ما يمكن من خلاله معالجة الإرهاب هو الوعي بالإضافة لدور المؤسسات الدينية في محاربة ومواجهة التطرف فالتطرف كفكر يجب مواجهته بفكر، أخيراً أشار إلى دور رجال الدين وتعرضهم لبعض الاتهامات الباطلة بسبب استخدام الإرهابيين للمنحى الديني.
رنا ياسين غانم