الوحدة 2-2-2021
من منا لا يتنفس الصعداء عند اقترابه من التنور، ومن منا لا يقف يسترق النظر إليها ويقوم بحسبة سريعة ليقرر بعدها هل يقوم بالشراء أم يكتفي برائحتها الشهية، ارتفاع أسعار بعض المواد تناسب طرداً مع أسعار الفطائر ولكن هل كان له أثر في نسبة البيع؟
الوحدة التقت بعض العاملين على التنور في بانياس وكانت لنا الحوارات الآتية…
– قال أبو سيمون مالك التنور: بسبب ارتفاع الأسعار كنا أمامي خيارين إما رفع أسعار الفطائر أو تخفيض نسبة الربح، وبسبب تواجدي أمام مجمع مدارس ووجود الطلاب قررت أن أخفض نسبة ربحي ليتناسب سعر فطائر التنور مع مصروف الطالب، مع العلم أن هذه المهنة متعبة تبدأ متاعبها من جمع الحطب إلى تأمين المواد، ولأني ابن قرية فعدت إلى ماضينا وقمت ببناء التنور وعند سؤاله عن طريقة بناء التنور قال: أحضر حجر بازلت أسود وأقوم ببنائه بشكل دائري وأرتفع ببنائه مع وضع الإسمنت من الخارج ونضع من الداخل عجينة من التراب وحجر الملح مع خيطان قنب نعجنها مع بعضها ونضعها للتماسك ونتركه يرتاح لأربعة أيام ويسخن أربعة أيام ثم يبدأ العمل به.
– بدورها أم إبراهيم قالت: بدأت العمل على التنور منذ سنة تقريباً بسبب الوضع المعيشي الصعب الذي نعيشه علماً أن زوجي مدرس ولكن ( راتب واحد ما بكفي) خاصة أن ابني يدرس طب أسنان وهو بحاجة لما يقارب ٣٠٠ ألف ليرة شهرياً وبالطبع أنا لا أعمل إلا لأجل أولادي الأربعة ولكن غلاء المواد كالزيت والطحين أجبرنا على رفع أسعارنا مما كان له أثر سلبي على كمية البيع خاصة وأنني أحضر المواد بالدين وأدفع ثمنها بعد العمل، ولكن الوضع المعيشي بات صعباً علينا وعلى الزبائن أيضاً.
– وكذلك علي الذي يقف على الرصيف بانتظار سماع صوت سرفيس أو موتور أو سيارة يقول: مع ارتفاع سعر البن ارتفع سعر فنجان القهوة صحيح أن العمل لازال جيداً ولكنه قليل جداً بالنسبة لما سبق فصاحب السرفيس الذي كان يشرب ثلاث أو أربع مرات قهوة في اليوم اختصرها لفنجان واحد ومن كان يكتفي بفنجان في اليوم فقد ترك هذه العادة أو أنه بات يزورني كل يومين أو ثلاثة مرة، ومع هذا لابد أن نستمر بالعمل لأن هذه الكولبة هي باب رزقي.
رنا ياسين غانم