حتى لا تنهار القيم!

الوحدة 26-1-2021  

 

ببساطة, وبعيداً عن (خطابات) غير مستساغة, أو (أستذة) لم يعد يتقبلها أحد, فإننا مواطنون عرب سوريون, نعتز بانتمائنا, وبهويتنا, ولم نكن لنفعل ذلك لولا غنانا الحضاري والوطني, وبالتالي لا نقبل أن يصل (البلّ) إلى القيم التي فُطرنا عليها..

انتماؤنا القومي ليس تهمةً لنا, وإن شطّ الطريق بـ (الأشقاء) الآخرين، فهو إثمهم، ونحن منهم براء, ولا يمكن أن يكون ذلك مبرراً لنا للخروج على أصالتنا وعروبتنا وقوميتنا…

كثيرون سيرفضون هذا الطرح, أو على الأقل يستهجنون طرحه في هذا التوقيت الذي لا يعرف فيه القسم الأكبر منا كيف يتدبر أمور يومه, أو كيف يسدّ رمق معيشته..

ما يوجع حقاً هو ذهاب البعض منّا إلى نسف عشرات العقود من تاريخنا عبر طروحات (رخيصة) على مواقع التواصل الاجتماعي, ومقارنة أكثر سخفاً مع دول طبّعت علاقاتها مع الكيان الصهيوني..

الخطاب الوطني السوري منذ 1982 (منذ مؤتمر مدريد الأول) وحتى الآن لم يتغيّر, ولن يتغيّر، وعنوانه الواضح والصريح هو (الأرض مقابل السلام).

لن أنظّر سياسياً, ولا أجيد ذلك, ولكني أتألم (وطنياً) عندما يقبل أي منّا ولو مجرد التنكّر للثمن النبيل الذي دفعناه محبة بوطننا وبكرامتنا..

كلنا يبحث عن حياة رغيدة, وعن أمل يمتلك الفضاء القادر على استيعابه, ولكننا تعلمنا في هذا البلد الخيّر أن نقلع شوكنا بأيدينا, وأن نبتكر البدائل عند كل محنة, وأن نتغلب على الأعداء بالدم, وبالصبر, وبالإيمان بعد الله بالوطن…

ربما تغيّرت الكثير من تفاصيلنا, ربما شُغلنا برغيف الخبز والدفء والكهرباء عن قضايانا الأهم, والمؤكد أن هناك من يغذّي هذه النزعة لدى البعض، مستغلاً المعاناة وقسوة الحياة, لكن عندما نضرب على وتر الوجدان لن يرخص أو يرخّص أيّ منّا..

في عتمة (400) سنة من البطش العثماني لم نمتْ, ولم نتخلَّ عن أي قيمة, فكيف نفكّر الآن بهذا الأمر؟

لدينا الكثير من الجمال في بلادنا لنتغنى به, وكما ندعو دائماً لجني رؤوس تجّار الأزمة في الجانب الاقتصادي، فإننا ندعو إلى الشيء ذاته بالنسبة لتجّارها (اجتماعياً ووطنياً)..

من حق أي إنسان أن يوفّر لنفسه مقومات الحياة بالطريقة التي يراها مناسبة له, لكن عند الحديث عن (وطن) يخصّنا جميعاً، فليس مسموحاً لأحد أن يصادر إيماننا به..

ننتقد الأداء الحكومي, ونقسو في ذلك, وسنستمر, ولكن نفعل ذلك بقصد الإصلاح وتقويم الاعوجاج قدر المستطاع, فيأتيك من يجتزئ عبارة أو فقرة قابلة للتأويل, ويحاول أن يبني عليها موقفاً, أو يثير من خلالها رأياً عاماً!

سؤال: أين النقابات والمنظمات الشعبية, وماذا تفعله هذه الأيام, وماذا عن دورها التوعوي والقيادي؟

غانم محمد

تصفح المزيد..
آخر الأخبار