الوحدة: 25- 1- 2021
لم يغفل الفيلسوف والشاعر أبو العلاء المعري في إحدى أراجيزه من مدح خبز وحلاوة اللاذقية حينما أمّها زائراً في إحدى رحلاته إليها، وهذا مادفع المؤلف جميل سليمان الراهب إلى توصيف صناعة الحلاوة في اللاذقية، وذلك في كتابه: قبل أن تجف الذاكرة كوني في جدران الزمن العتيق.
حيث ذكر المؤلف بداية أن اللاذقية كانت تشتهر قديماً بـ ” صنع” الحلوة وما زالت حيث الأيدي الماهرة تفننت في إعداد موادها العالية الجودة لتخرج من بين أصابعها معروضة بشكل جيد وهندسي أنيق على منضدة رخامية على مقربة من مقدمة المعمل( الحانوت) يحجبها عن غبار الشارع ساتر زجاجي تنجذب إليها عيون المارة…
وأضاف المؤلف قائلاً: نحن”أولاد المدرسة” أثناء عبورنا تلك الناحية من الشارع كنا نقف أمام واجهاتها نتفحص وبشوقٍ ما هو معروضاً من تلك الكتل الجائحة أمام واجتها من الداخل, وكانت تبدو لنا أحياناً رحى طاحونة السمسم التي يخرج من ميزابها سائل لزج لونه يشبه الطحين لذلك سمي ذلك السائل (بالطحينة) المعروفة لدى الجميع، وبالإضافة إلى ذلك كانت تلك الكتلة البنية اللون المشابهة للعجين في قوامها تجاور الحلاوة على المنضدة الرخامية والتي تدعى (بالكسيب أو الكساب) ولغوياً الكسبة هي بقايا منتوج المواد الزراعية بعد تصنيعها مثل كسبة القطن وكسبة الشوندر السكري أي بمعناه العامي ( التفل)، وتؤكل تلك المادة مضافة إلى التين المجفف أو بعض التمور بشكل خاص.
وختم المؤلف حديثه بالإشارة إلى النوع الرابع الذي الذي تنتجه تلك المعامل وهو مادة( الناضف أو الناظف) ذو اللون الأبيض الناصع الشديد الحلاوة المشابه في قوامه للصمغ المعروف وخاصة من قبل طلاب المدارس… والناضف يؤكل مع الخبز أو يضاف إلى بعض المعجنات وخاصة (الكرابيج) المصنوعة من السميد البلدي والمحشوة بالجوز وللحلاوة نوعان الحلاوة السكرية وهي ذات هشاشة في التماسك والحلاوة النفيشة وتسمى أيضاً الشوشية وتندراً (المجيقة) وذلك لصعوبة مضغها.
ندى كمال سلوم