البطل الرياضي فراس شيحة الإعاقة بالذهن والنجاح بحاجة لإقدام وليس بحاجة أقدام

الوحدة 7-1-2021 

 

الرمز السوري الأصيل بالتضحية والبطولة والعطاء والذي لم يكتف بتقديم أغلى ما يملك لبلدنا الحبيب بل تابع العطاء يمدّنا بالإرادة والتحدي والتصميم والأمل من خلال ابتسامته المعزّزة بالقوة والعنفوان والتي باتت علامة فارقة على محيّاه الطاهر ،هو فراس فؤاد شيحة التقيناه تحدث إلينا قائلاً: أنا من  مواليد ١١/١١/١٩٧٦ دمشق، من اللاذقية ريف القرداحة قرية القلمون، متزوج ولدي ثلاثة  أولاد صبي وبنتان. تخرجت من الكلية الحربية في عام ١٩٩٦. برتبة ملازم عاشق ومحبّ للرياضة من الصغر وفي مرحلة الطالب الضابط كنت بفريق الرياضة وشاركت بعدة بطولات عسكرية. وبعد التخرج شاركت ببطولة الجيش لكرة الطائرة باسم فريق الفرقة الأولى المدرعة. اتبعت كل الدورات التدريبية العسكرية حتى دورة قائد كتبية ودورات اطلاعيّة، وأثناء الحرب على وطننا نفذت عدة مهام والمهمة الأكبر في محافظة إدلب منطقة سراقب وأثناء الاشتباكات مع المجموعات المسلحة تعرضت لقذيفة أدت إلى إصابتي بتاريخ ١٦/٢/٢٠١٢ بقدمي وجسمي.

 وبعد مرحلة علاج طويلة وقاسية بالمشافي العسكرية لمدة السنة تقريباً تقرر بتر رجلي اليسرى من الفخذ وبعد فترة أشهر ركبت طرف اصطناعي واجتهدت للعودة للحياة. وتعرفت على المعهد الفني للمعوقين بجانب مشفى حاميش للأطراف الاصطناعية. وشاهدت الإعاقات القديمة للأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة وتعلّمت منهم الكثير كدفع معنوي. وفيها صالة للرياضة متواضعة وبدأت التدريب بها على الكراسي الرياضية المتحركة بلعبة ريشة الطائرة.. وكرة الطاولة وشاركت لأول مرة ببطولات الجمهورية للرياضات الخاصة بعام ٢٠١٧ بطولة الجمهورية لريشة الطائرة حصلت على المرتبة الثانية، تصنيف WH2 وبطولة كرة الطائرة من الجلوس مع فريق دمشق وحصلنا على كأس الجمهورية و بطولة السباحة وحصلت على المركز الثاني حسب تصنيفي، ومن دون أي ساعة تدريب للسباحة. ومن بعدها بذلت جهداً مضاعفاً وتدريباً أكبر وبشكل شخصي وبعام ٢٠١٨ م شاركت ببطولة الجمهورية لريشة الطائرة وحصلت على المركز الأول وكذلك تم بنفس العام مباراة انتقاء للاعب يمثل المنتخب السوري بدبي لحضور دورة وبطولة وفزت بالمركز الأول. ولكن للأسف بسبب الروتين وعدم تقديم أي مساعدة من الاتحاد الرياضي العام السابق لم أشارك لعدم حصولي على جواز السفر..! وشاركت في بطولة السباحة وحصلت على المركز الثاني وبدون أي ساعة للتمرين وحصلنا على المركز الأول.

في بطولة كأس الجمهورية لكرة الطائرة من الجلوس فريق دمشق وحصلت على المركز الأول في بطولة الجمهورية للقوى البدنية رفع أثقال وزن 97كغ مركز اول. في عام ٢٠١٩م حصلت على المركز الأول ببطولة الجمهورية لريشة الطائرة تصنيف WH2 على الكراسي المتحركة وكذلك تم اختياري لاعب منتخب سورية بعد مباراة انتقاء وتم إيفادي كلاعب منتخب سورية لاتباع دورة بمملكة تايلاند وشاركت ببطولة دولية مع ٣١ دولة ولكن بسبب تغيير تصنيفي من قبل اللجنة الدولية المصنف من WH2 جلوس على الكرسي الرياضي إلى تصنيف SL3 وقوف. وكانت مجموعتي مع اللاعب الهندي المصنّف أول دولي واللاعب الفرنسي ورغم خطورة اللعب بطرف رياضي غير رياضي. ولكن شاركت وخسرت المباراتين بفارق نقط. وبعد عودتي حضرت مؤتمراً للاتحاد وقمت بمداخلة بأن اللاعب بالبلد يلعب عدة سنوات بتصنيف معين وعند المشاركة الخارجية يتفاجأ بتغييره والسبب عدم وجود لجنة تصنيف بالاتحاد الرياضي. وعدم توفر أي تجهيزات جيدة للاعب،وبعدها حاولت جاهداً الحصول على الطرف الرياضي الاصطناعي الخاص بلعبة الريشة الطائرة ومع كافة الجهات وللأسف من ٢٠١٩ لحد الآن.

وعن حلمه قال البطل فراس : لم يتحقق حلمي بالطرف لكي أتابع مسيرتي الرياضية وخصوصاً لدي طموح وهدف أمثّل منتخبنا وأحصل على المركز الأول بالبطولات الخارجية. ولم أستسلم حاولت تعديل طرفي وتابعت التدريب مع رفاقي الجرحى بالصالة الرياضية بالمعهد ومع مدرب ريشة بصالة الفيحاء، وأغلب تدريبي كان اجتهاداً شخصياً من النت ومقاطع الفيديو. ومن جانب الجهات الداعمة أشار: مع كل هذه السنوات وأنا أول جريح يشارك بالبطولات الرياضية واستقطبت رفاقي الجرحى البقية لم أجد أي دعم من أي جهة كانت لا رياضية ولا اجتماعية ولا فردية.. حتى بعد عودتي من تايلاند ولا كلمة شكر ولا شيء. وبعد استلام الأستاذ فراس معلا قابلته وشرحت له ماحدث كجريح حرب ولاعب رياضة ووعدني بالقدم الرياضية ولكن لحدّ الآن ولتاريخه لم أحصل عليه. طبعا أنا عضو مجلس إدارة نادي الأمل الرياضي للمعوقين بدمشق وأنا عضو اللجنة الرياضية العليا للجرحى بسورية وفي كل المراحل السابقة أنا ضابط بالجيش العربي السوري وأمارس عملي الوظيفي لم أستطع الحصول على تفريغ رياضي. وفي نهاية عام ٢٠٢٠م تقدمت بطلب تسريح وتم الموافقة وأنا حالياً أعمل على أوراق التسريح وبسبب مرض كورونا وعدم توفر القدم الرياضية كان عام ٢٠٢٠  عام التوقف عن الرياضة، على أمل تحقيق الحلم والحصول على الدعم الواجب بحقي. وقمت بمعسكرات ولقاءات مع الجرحى وبالمشفى الأطراف ولدي  صفحة على الفيس ضاعت والصفحة العامة الرياضية باسم Feras  Sheha وكل ما حصل لدعم إخوتي الجرحى وأكون مثلاً حياً لكي لا يستسلموا وشاركت بيوم الإعاقة العالمي بكل عام والسنة خضت دورة لريشة الطائرة لغرب آسيا عن طريق المنصة الإلكترونية ونجحت فيها بتقدير ممتاز.

كلمة أخيرة :

الإعاقة بالذهن والنجاح بحاجة لإقدام وليس بحاجة أقدام والجرحى لديهم القدرة على رفع العلم السوري بكل المحافل الرياضية للرياضات الخاصة البارالمبية لأنهم يمتلكون القدرة على الإرادة و التحمل والقوة الجسدية وهم بحاجة لتوظيف إمكانياتهم باللعبة المناسبة والدعم اللامتناهي وبشكل عملي ليس فقط شعارات وخطابات ووعود، حلمي بطل بلعبة الريشة بالمركز الأول ممثل جرحى وطني والوطن. ولكن لن يتحقق مادام الدعم مجرد كلام.

نرجس وطفة

.

تصفح المزيد..
آخر الأخبار