الوحدة: 4- 1- 2021
هي مهنة تراثية واقتصادية تمارسها النسوة وتبرع فيها أكثر من الرجال حيث تجدهن على مفارق الطرق وفي الزوايا المزدحمة تزكمك رائحة الخبز والفطائر قبل أن تصل إليهم مغرية إياك بالتوقف والشراء حتى لو لم تكن جائعاً لأن هذه الرائحة تذكرك بالماضي الجميل وخبز التنور، واللافت أنهم في المدينة استبدلوا التنور بأفران خاصة حديدية تصنع لهذه الغاية أشبه بالخبز على الصاج تعطي نكهة محببة قريبة إلى الخبز على التنور وحسب أم علي فأن هذه المهنة كان لها زمن ذهبي قبل ما يعرف بكورونا وقبل ارتفاع أسعار الزيت والدقيق والغاز وكافة مستلزمات إنتاج الفطائر.
تقول أم علي: لم تعد هذه المهنة مربحة حيث اضطررنا لرفع الأسعار بعد أن وصل سعر ليتر الزيت إلى حوالي خمسة آلاف وبعد ارتفاع سعر الدقيق وصعوبة الحصول على الغاز وقد انعكس ذلك على نسبة البيع والربح ولكن تبقى مهنة تحفظ لنا ماء وجهنا وتكفينا شر العوز.
أما بائع القهوة أبو ديب فقد فاجئنا بالرقم الذي أعلنه كسعر لجهاز عصر القهوة الذي يعتبره رأس ماله في العمل وبعد سماع السعر الذي فاق المليون ببضعة مئات من الليرات السورية تدرك أنه ليس بوسع الفقير شراء هذه الألة والعمل كبائع قهوة على قارعة الطريق حيث أنه يحتاج إلى ثمن الألة إضافة الى تأمين موقع مميز وخطب ود الجهات المعنية للسماح له بالتواجد في هذا المكان وهنا يوضح أبو ديب أنه أقام هذا المشروع في زاوية أرض زراعية يسدد لمالكها شهريا ما يعادل أجرة محل تجاري في مركز المدينة، ناهيك عن سعر البن الذي بات يرتفع يوما بعد وقد وصل سعر كيلة البن إلى عشرة آلاف ليرة سورية.
هلال لالا